في ذكرى رحيلها.. خيرية أحمد «ضحكة خالدة» صنعت أسطورة الكوميديا الراقية
تحيي الأوساط الفنية اليوم ذكرى رحيل الفنانة الكبيرة خيرية أحمد، إحدى العلامات المضيئة في تاريخ الكوميديا المصرية والعربية، التي رحلت في مثل هذا اليوم من عام 2011، تاركة إرثًا فنياً نابضاً بالحياة، ما زال حاضرًا في وجدان الجمهور رغم مرور السنوات.
خيرية أحمد، واسمها الحقيقي سمية أحمد إبراهيم، وُلدت في 15 أبريل 1937 بمحافظة أسيوط، قبل أن تنتقل أسرتها إلى القاهرة عقب تعرّض والدها لمشكلة صحية أثرت على عمله كخطاط. ومن قلب تلك الظروف الصعبة، بدأت رحلة شقيقتي الفن، سميرة وخيرية أحمد، بحثاً عن مستقبل أفضل.
ودخلت الفنانة الراحلة عالم التمثيل من خلال عملها في مكتب “ريجيسير”، قبل أن تلتحق بفرقة المسرح الحر وتقدم عدداً من الأعمال المسرحية اللافتة، ثم تنطلق بقوة عبر الإذاعة من خلال البرنامج الشهير «ساعة لقلبك» الذي فتح لها أبواب النجومية.
ومع نجاحها، انضمت إلى فرق مسرحية بارزة بينها فرقة إسماعيل يس، وفرقة الريحاني، وأمين الهنيدي، والفرقة الكوميدية المصرية. وفي الستينيات، رسخت اسمها على خشبة المسرح الكوميدي بالتليفزيون، من خلال عروض حققت انتشاراً واسعاً مثل: ممنوع الستات، أختي سميحة، نمرة 2 يكسب.
وشهدت السينما واحدة من أهم محطاتها، حيث قدمت أدوار الزوجة البسيطة ذات الطابع الكوميدي الفريد، خاصة في أفلام «حماتي ملاك» و*«عريس مراتي»*، لتُخلّد لازمتها الشهيرة: «محمود.. إنت نمت يا حبيبي؟» كعلامة من علامات الكوميديا المصرية.
كما تألقت في عشرات الأعمال السينمائية، بينما بقي حضورها التلفزيوني مميزاً في مسلسلات شكلت جزءاً من الذاكرة الدرامية للمشاهدين، بينها: العائلة، ساكن قصادي، أين قلبي، حدائق الشيطان، الحقيقة والسراب والذي كان آخر أعمالها.
تميزت خيرية أحمد بأداء كوميدي يعتمد على الموقف والملامح الطبيعية والصوت المميز، مبتعدة تماماً عن المبالغة، ما جعل النقاد يصنفونها كواحدة من رموز «الكوميديا النظيفة» في تاريخ الفن المصري.
وعلى الصعيد الإنساني، جمعتها قصة حب وزواج بالكاتب الكوميدي يوسف عوف، الذي مثّل شريكاً فنياً وروحياً لها، وكتَب عدداً من أبرز أعمالها الإذاعية والتلفزيونية. وبعد وفاته عام 1999، تأثرت كثيراً وغابت لفترة عن الفن قبل أن تعود مجدداً.
وفي عام 2011، رحلت الفنانة الكبيرة بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 74 عاماً، لتبقى أعمالها شاهداً على قدرتها الفريدة في رسم البسمة بصدق وعفوية. وقد كرّمها جهاز التنسيق الحضاري بوضع لوحة «عاش هنا» على منزلها في الجيزة تخليداً لذكراها.
وتظل خيرية أحمد واحدة من أيقونات زمن الفن الجميل، وصاحبة الضحكة التي لا تشبه أحداً.



