الكرملين: العلاقات مع بولندا وصلت إلى مستوى "الانهيار الكامل" بعد قرار إغلاق آخر قنصلية روسية

 أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن العلاقات بين موسكو ووارسو شهدت تدهورًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن بولندا تتعمد من وجهة النظر الروسية، خفض التمثيل الدبلوماسي إلى أدنى مستوى ممكن. وجاءت تصريحات بيسكوف اليوم الأربعاء تعليقًا على قرار السلطات البولندية إغلاق آخر قنصلية روسية عاملة في مدينة جدانسك.

وقال بيسكوف إن العلاقات مع بولندا "تدهورت بشكل كامل"، معتبرًا أن الخطوة الأخيرة من جانب وارسو "دليل واضح" على مساعي الحكومة البولندية لتقويض أي فرصة للحفاظ على العلاقات القنصلية أو الدبلوماسية. وأضاف: "لا يسعنا إلا أن نأسف لذلك"، في إشارة إلى أن موسكو ترى في القرار تصعيدًا إضافيًا في مسار التوتر بين البلدين.

أعلن وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، في وقت سابق، أن بلاده ستغلق آخر القنصليات الروسية المتبقية داخل الأراضي البولندية، وتحديدًا القنصلية الروسية في مدينة جدانسك، وهو ما اعتبرته موسكو خطوة جديدة باتجاه القطيعة الدبلوماسية.

تشهد العلاقات الروسية البولندية توترًا متصاعدًا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، إذ اتخذت بولندا موقفًا داعمًا لأوكرانيا منذ الأيام الأولى، واستقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين، كما لعبت دورًا بارزًا في دفع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لاتخاذ عقوبات مشددة ضد موسكو.

وقد كررت وارسو مرارًا أن سياستها تجاه روسيا تأتي في إطار "الدفاع عن الأمن الأوروبي"، بينما ترى موسكو أن بولندا تبني علاقاتها الخارجية على "العداء المسبق" لروسيا، وهو ما أدى إلى سلسلة إجراءات متبادلة أسهمت في انهيار العلاقات بين البلدين إلى حد شبه القطيعة.

ووفق مراقبين، فإن قرار إغلاق آخر قنصلية روسية في بولندا يُعد من أشد الخطوات الدبلوماسية صرامة منذ عقود، ما يوضح استمرار تدهور العلاقات بين البلدين دون مؤشرات على انفراجة قريبة.