أردوغان يدعو لاستئناف مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا وزيلينسكي يرحّب بثقة في الوساطة التركية

 دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، كلًّا من كييف وموسكو إلى استئناف محادثات السلام على الأراضي التركية، في وقت تشهد فيه الساحة الأوكرانية تصعيدًا جديدًا عقب سلسلة هجمات جوية روسية استهدفت مناطق في غرب أوكرانيا خلال الساعات الماضية.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في العاصمة أنقرة، أكد أردوغان أن الحوار بين الجانبين بات "ضرورة ملحّة" نتيجة ما وصفه بـ"التأثير المرهق للحرب على الطرفين"، مشددًا على استعداد أنقرة لمواصلة جهود الوساطة بهدف وقف النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

من جانبه، رحّب زيلينسكي بمقترح الرئيس التركي، معربًا عن ثقته في الدور الدبلوماسي الذي تلعبه أنقرة. وقال: "نثق بقوة الدبلوماسية التركية وقدرتها على الوصول إلى تفهّم في موسكو"، لافتًا إلى أن بلاده ترى في الوساطة التركية أحد المسارات القادرة على إعادة فتح قنوات الحوار مع روسيا.

وفي سياق متصل، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا تعمل على استئناف عمليات تبادل الأسرى مع روسيا قبل نهاية العام الجاري. وكانت كييف قد كشفت في وقت سابق عن استعدادها لإجراء تبادل محتمل يشمل 1200 أسير أوكراني، بينما لم تؤكد موسكو هذه المعلومات حتى الآن.

وأوضح الرئيس الأوكراني أنه حضر إلى أنقرة بهدف بحث إمكانية إحياء محادثات السلام، رغم نفي الكرملين وجود أي اتصالات رسمية أو مشاركة من جانب ممثلين روس في هذه الجهود.

يُذكر أن تركيا استضافت جولات تفاوض سابقة بين موسكو وكييف في بداية الحرب، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع العاصمتين، بالإضافة إلى علاقة شخصية تجمع أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما منح أنقرة دورًا محوريًا في عدة ملفات أبرزها اتفاق الحبوب في البحر الأسود.

بهذه الدعوة الجديدة، يبدو أن أنقرة تحاول إعادة فتح نافذة سياسية قد تساعد في تخفيف حدّة التوتر بين الطرفين، وسط تصاعد الضغوط الدولية للبحث عن مسار تفاوضي يضع حدًّا للحرب التي أثقلت كاهل المنطقة والعالم.