الأربعاء 19 نوفمبر 2025 | 11:37 م

توتر متصاعد بين موسكو والناتو.. بريطانيا تحذّر روسيا ورومانيا تتأهب بعد اختراق أجوائها

شارك الان

 شهدت الساعات الأخيرة تصاعدًا لافتًا في حدة التوتر بين روسيا ودول حلف شمال الأطلسي، مع تسجيل تحركات عسكرية واستخباراتية أثارت قلقًا واسعًا في كلٍّ من بريطانيا ورومانيا. 

ففي شمال الأطلسي، وجه وزير الدفاع البريطاني جون هيلي تحذيراً شديد اللهجة إلى موسكو، عقب رصد سفينة التجسس الروسية "يانتار" للمرة الثانية هذا العام وهي تقترب من المياه البريطانية شمال أسكتلندا، في تحرك اعتبرته لندن “استفزازًا مباشرًا”.

السفينة "يانتار"، المصنفة كإحدى أهم أدوات الاستخبارات البحرية الروسية، تمركزت على مقربة من الحدود البحرية البريطانية، ووفق تقارير عسكرية فإنها وجّهت أشعة ليزر نحو طياري سلاح الجو الملكي الذين كانوا يتابعون تحركاتها، وهو ما عزز المخاوف البريطانية من أنشطة التجسس الروسية المتزايدة قرب بنية حلف الناتو البحرية.

وخلال مؤتمر صحفي، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن “الرسالة إلى بوتين واضحة”، مؤكداً أن قوات بلاده “تراقب السفينة بدقة” ومستعدة للرد إذا قامت بأي تحرك مريب، خصوصاً مع احتمال توجهها جنوبًا خلال الأيام المقبلة. وأضاف أن "يانتار" جزء من منظومة روسية تعتمد على سفن مخصصة للمراقبة في أوقات السلم ولتنفيذ عمليات تخريبية خلال الحرب، لا سيّما تلك التي تستهدف البنية التحتية البحرية الحيوية للغواصات والاتصالات.

وأشار هيلي إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها السفينة الروسية قلق لندن، فالبحرية الملكية رصدتها سابقًا في قناة المانش ثم في بحر الشمال في يناير 2024، ما اضطر بريطانيا حينها إلى نشر فرقاطات وسفن مراقبة لمتابعتها عن قرب قبل عبورها القنال الإنجليزي تحت رقابة مشددة.

وبعد التحذير الأخير، غادرت السفينة منطقة شمال أسكتلندا متجهة نحو البحر المتوسط، في خطوة رآها مراقبون انعكاسًا لحساسية الموقف بين لندن وموسكو، وامتدادًا للصراع الاستخباراتي المتصاعد في المنطقة.

على الجانب الآخر من أوروبا، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية عن حادث أمني جديد تمثل في توغل مسيّرة مجهولة داخل مجالها الجوي، على عمق يصل إلى 8 كيلومترات. وعقب رصد الإشارة، تلقى سكان مناطق تولتشيا وغالاتس تحذيرات عبر هواتفهم، فيما ظهرت إشارة الطائرة واختفت بشكل متقطع لمدة 12 دقيقة، ما أثار المخاوف من احتمال ارتباطها بالعمليات العسكرية الدائرة قرب الحدود الأوكرانية.

ردّ القوات الرومانية جاء سريعًا، إذ دفعت بمقاتلات "إف-16" لملاحقة الإشارة والتحقق من طبيعة الطائرة، مؤكدة في بيان رسمي أنها لم ترصد أي سقوط أو اصطدام داخل الأراضي الرومانية. وتعد هذه الواقعة جزءًا من سلسلة اختراقات شهدتها رومانيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، حيث سقطت شظايا مسيّرات في أكثر من مناسبة داخل مناطق حدودية، من بينها مقاطعة دوبروجا.


تزامن الحادثان في بريطانيا ورومانيا يعكس اتساع رقعة الاحتكاك بين موسكو ودول الناتو، سواء عبر تدريبات وتحركات بحرية في شمال الأطلسي أو عبر اختراقات جوية قرب الحدود الشرقية للتحالف. ويؤكد مراقبون أن المشهد الأوروبي يتجه نحو مزيد من التصعيد، في ظل سباق متنامٍ على جمع المعلومات وتحسين القدرات الاستخباراتية، ما يجعل خطوط التماس بين روسيا والحلف أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الصراع بين الطرفين لم يعد مقتصرًا على ساحات القتال في أوكرانيا، بل تحول إلى مواجهة مفتوحة تشمل البحار والأجواء وعمليات المراقبة المتقدمة، في وقت تبدو فيه دول الناتو أكثر استعدادًا للرد على أي تحرك روسي يُنظر إليه كتهديد مباشر لأمنها القومي.

استطلاع راى

هل تعتبر قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية قراراً عادلاً يضمن النزاهة؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image