الجمعة 21 نوفمبر 2025 | 12:55 م

خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. ضمانات أمنية لـ10 سنوات مقابل تنازلات إقليمية وتقليص الجيش

شارك الان

 في تطور لافت على مسار الحرب الأوكرانية، كشفت مسودة خطة سلام قدّمها وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب تطرح لأول مرة حزمة ضمانات أمنية واسعة لأوكرانيا، مقابل التزام كييف بسلسلة من التنازلات التي تُعدّ "الأكثر حساسية" منذ اندلاع الحرب في 2022.

الخطة، التي نشر تفاصيلها موقع أكسيوس، تمتد لـ28 بنداً وتشكل محور رؤية ترامب لإنهاء الحرب مع روسيا، وتشمل منح أوكرانيا حماية أمنية مماثلة للمادة الخامسة في ميثاق حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والتي تنص على أن أي هجوم على دولة يُعد هجوماً على جميع الدول الأعضاء. 

ووفق الوثيقة، ستستمر هذه الضمانات لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد، وستلتزم الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون بالتصدي لأي هجوم كبير ومتعمد تتعرض له أوكرانيا، بما في ذلك الرد العسكري.

في المقابل، تتطلب الخطة سلسلة من الخطوات التي وصفتها مصادر بالخطة "المؤلمة"، وعلى رأسها:

تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها في شرق البلاد لصالح روسيا، في إطار ترسيم حدود جديد.

تقليص حجم القوات المسلحة الأوكرانية والالتزام بسقف عسكري محدد.

التعهد بعدم الانضمام إلى الناتو، وإدراج ذلك نصاً في الدستور الأوكراني.

رفع العقوبات عن روسيا وإعادة دمجها في الاقتصاد العالمي.

عودة موسكو إلى مجموعة الثمانية (G8)، التي أصبحت مجموعة السبع بعد تعليق عضوية روسيا في 2014.


هذه البنود تمثل أبرز النقاط التي سعت موسكو للحصول عليها خلال السنوات الماضية، وهو ما يجعل الخطة، بحسب مراقبين، الأقرب لتلبية المطالب الروسية منذ بدء الحرب.

واشنطن: الضمانات أكبر المكاسب لزيلينسكي

أظهرت المسودة أن ضمانات الأمن هي "الركيزة الأساسية" التي يراها ترامب أساساً لأي تسوية. 

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الضمانات الأمنية تشكل "فوزاً كبيراً" لزيلينسكي على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الوثيقة ليست نهائية وستُناقش مع الشركاء الأوروبيين قبل اعتمادها.

وتظهر الخطة أن أي هجوم روسي كبير على أوكرانيا سيُعتبر تهديداً للأمن الأوروبي والأطلسي، ما يتطلب رداً جماعياً يشمل الدعم العسكري المباشر—وهي صياغة لم يسبق أن عُرضت على كييف بهذا الوضوح.

ترى مصادر أمريكية أن ترامب يسعى إلى إنهاء الحرب عبر "صفقة متوازنة" تمنح روسيا جزءاً من مطالبها الإقليمية والسياسية، مقابل منح أوكرانيا حماية غربية طويلة الأمد. غير أن قبول كييف بهذه التنازلات سيظل موضع جدل داخلي حاد، خاصة مع التمسك الحكومي المستمر باستعادة جميع الأراضي المحتلة.

كما أن عودة روسيا إلى النظام الاقتصادي الغربي ورفع العقوبات تُعد خطوة ستُقابل اعتراضات من دول أوروبية تعتبر أن الوقت لا يزال مبكراً لمكافأة موسكو قبل تسوية شاملة وعادلة.


ومن المتوقع أن تُفتح المناقشات التفصيلية حول المسودة خلال الأسابيع المقبلة، في وقت يواصل فيه زيلينسكي مطالبه بضمانات لا تقل عن تلك المقدمة إلى دول الناتو. ورغم أن الخطة الأمريكية تبدو الأكثر شمولاً حتى الآن، فإن تنفيذها يبقى مرهوناً بموافقة جميع الأطراف، وفي مقدمتهم كييف وموسكو.

الخطة تطرح تساؤلات كبرى حول مستقبل الأمن الأوروبي، وحدود النفوذ الروسي، ودور الولايات المتحدة في رسم ملامح النظام الدولي في مرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية.

استطلاع راى

هل تعتبر قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بإلغاء نتائج 19 دائرة انتخابية قراراً عادلاً يضمن النزاهة؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image