"دولة التلاوة".. 3 حلقات تصنع حالة روحانية غير مسبوقة وتعيد بريق المدرسة القرآنية المصرية
شهدت الحلقات الثلاث الأولى من برنامج «دولة التلاوة» حالة استثنائية من التفاعل والإعجاب بين الجمهور، لتتحول المسابقة في أيام قليلة إلى حديث منصات التواصل الاجتماعي، وواحدة من أبرز التجارب الروحانية والإعلامية التي أعادت الاعتبار لصوت القرآن وحضوره في الحياة العامة.
ويأتي البرنامج في إطار تعاون بين وزارة الأوقاف و«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، حيث يُعرض أسبوعيًا يومي الجمعة والسبت عبر قنوات: الناس – الحياة – سي بي سي – مصر قرآن كريم، بالإضافة إلى منصة «واتش إت»، على أن تُذاع الحلقة الرابعة مساء اليوم في تمام التاسعة.
وتقوم فكرة «دولة التلاوة» على مشاركة 32 متسابقًا بواقع 8 متنافسين في كل حلقة، يخرج منهم اثنان عبر تصويت لجنة التحكيم. وبلغت قيمة الجوائز 3.5 مليون جنيه، بينها مليون جنيه للفائز الأول في كل فرع من فرعي الترتيل والتجويد، مع منحة تسجيل المصحف كاملًا بصوتهما وإذاعته على قناة مصر قرآن كريم، إضافة إلى شرف إمامة المصلين في مسجد الإمام الحسين خلال رمضان المقبل.
البرنامج، وفق رؤية وزارة الأوقاف، ليس مجرد مسابقة صوتية، بل «دعوة لبعث روح القرآن في المجتمع»، بإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة، وترسيخ ثقافة التدبر، وتوجيه القرّاء نحو الجمع بين جمال الصوت وفهم المعنى وأثر الآيات في النفس والوجدان.
الحلقة الأولى: انطلاقة مختلفة ورسالة جديدة
شهدت الحلقة الافتتاحية حضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الذي وصف المسابقة بأنها «صفحة جديدة وفجر جديد ينطلق من أرض مصر».
وأكد أن البرنامج جمع نخبة تمثل صفوة المواهب من بين 14 ألف متسابق تقدموا للمشاركة.
وانطلقت الحلقة وسط تفاعل كبير وتعليقات حملت روح الفخر والدهشة بالموهبة المصرية، من بينها:
«البرنامج دا أثبت إن لسه فينا الخير»، «نفسي يعرضوا الحاجات دي بعد المغرب في رمضان».
وشهدت الحلقة مغادرة أول متسابقين، وسط تشجيع واسع لهما من اللجنة والجمهور.
الحلقة الثانية: تكريم الشيخ الطبلاوي وبكاء الطفل عبد الله
أبرز ما ميز الحلقة الثانية هو تكريم اسم الشيخ محمد محمود الطبلاوي، أحد أعمدة دولة التلاوة في مصر، في حضور ابنته، مع عرض تقرير خاص عن رحلته الممتدة لخمسين عامًا في خدمة القرآن الكريم.
كما لقي البرنامج موجة جديدة من الإشادات من وزارة الأوقاف والجمهور وعدد من الشخصيات العامة.
وشهدت الحلقة لحظة مؤثرة بخروج الطفل عبد الله عبد الموجود الذي بكى بعد إعلان النتيجة، قبل أن تحتضنه لجنة التحكيم وتوجه له رسالة دعم بالاستمرار في طريق القرآن.
الحلقة الثالثة: مدرسة المقامات وحضور رموز الدولة
خصصت الحلقة الثالثة جزءًا لاستعراض جانب من سيرة الشيخ محمد رفعت، أحد رواد المدرسة المصرية للتلاوة، ثم فقرة خاصة قدّمها د. طه عبد الوهاب لتعليم نماذج مقام «الصبا» بوصفه مقام البكاء والتحزين، مع شرح ست حالات صوتية تُستخدم داخل القرآن لتوصيل معاني الشوق والندم والألم والخوف والرجاء.
كما شهدت الحلقة متابعة خاصة من السيدة انتصار السيسي التي كتبت عبر «فيسبوك»:
«أتابع الآن برنامج دولة التلاوة بكل سعادة وشغف، فخورة بأبنائي وبأبناء مصر من القرّاء المميزين».
وحظي البرنامج بإشادة واسعة من كبار علماء وقراء مصر، أبرزهم:
الشيخ محمد حشاد نقيب القرّاء، الذي وصف التجربة بـ«الفكرة الجليلة».
الشيخ أحمد تركي عضو مجلس الشيوخ، الذي أكد أنها «نقلة مهمة في مدرسة التلاوة المصرية».
الدكتور هاني تمام الذي رأى أن البرنامج أعاد للمدرسة المصرية هيبتها وريادتها.
الداعية الحبيب علي الجفري الذي نشر الحلقة الثانية وأشاد بالمحتوى.
الكاتب أحمد المسلماني الذي أشاد بالإعداد والإخراج واللجنة والمتسابقين، واعتبر البرنامج «عملًا فاخرًا يعزز القوة الناعمة لمصر».
كما طالب كثير من المشاهدين بإطلاق نسخة خاصة لـ«صغار السن»، مع تقليل المؤثرات الموسيقية واستبدالها بأصوات المشايخ القدامى.

