طارق البشبيشي: تشابهات عقائدية وتنظيمية بين الإخوان والشيعة تكشف جذور الفكر الباطني للجماعة

 نشر الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة طارق البشبيشي منشورًا على حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، تناول فيه ما وصفه بالتقاطع الكبير بين أفكار جماعة الإخوان وبعض الركائز العقائدية للمذهب الشيعي، معتبرًا أن المسافة بينهما "تتضاءل إلى حد التطابق في عدة مفاهيم مركزية".

وقال البشبيشي إن الإخوان، مثل الشيعة، يعتبرون الحكم والإمامة أصلًا من أصول العقيدة، في حين يراها مذهب أهل السنة مسألة فرعية تخضع للمصالح المرسلة. وأشار إلى أن الشيعة يؤمنون بـ"عصمة الإمام"، بينما تتبنى جماعة الإخوان مفهوم "ربانية القيادة" ووجوب الثقة المطلقة في المرشد ومكتب الإرشاد.

وأضاف أن مصطلح "المرشد" نفسه هو مصطلح ذو جذور شيعية، مؤكدًا أن التشابه يمتد إلى مفهوم التقية، أي إظهار غير ما يُبطن، وهو ما يراه سلوكًا تنظيميًا واضحًا لدى الإخوان منذ نشأتهم، سواء عبر العمل السري أو عبر ازدواجية الخطاب.

وأوضح البشبيشي أن الجماعة تعلن تبنيها للسلمية والديمقراطية في العلن، بينما تُدرّس لقواعدها في الاجتماعات الداخلية أن الديمقراطية "كفر"، وأن العنف وسيلة مشروعة عند الحاجة، مضيفًا أن حسن البنا قدّم دعوة الإخوان باعتبارها "الإسلام الصحيح" في هذا العصر.

كما لفت إلى تشابه آخر يتعلق بـخطاب المظلومية؛ فكما يتبنى الشيعة رواية الاضطهاد التاريخي لآل البيت، يؤسس الإخوان سرديتهم على تعرضهم لـ"الظلم والاضطهاد"، معتبرين أنفسهم ضحايا المجتمع والدولة، بينما يتم إخفاء الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إدخال قياداتهم السجن.

وختم البشبيشي حديثه بالإشارة إلى أن الطرفين يتشاركان الإيمان بـ"حتمية الانتصار"، فالشيعة ينتظرون عودة الإمام المنقذ، والإخوان يرددون حتمية سيطرة الجماعة على السلطة وتأسيس ما يسمونه بـ"الخلافة" في مختلف البلدان.