زيلينسكي: تقليص بنود خطة السلام الأمريكية بعد مفاوضات جنيف وتقدم ملموس نحو وثيقة نهائية
أعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسليط الضوء على مفاوضات جنيف التي جرت بين أوكرانيا والولايات المتحدة بمشاركة شركاء أوروبيين، مؤكدًا أن المحادثات أفضت إلى تقليص بنود "خطة السلام الأمريكية" وإعادة صياغة عدد من النقاط بما يراعي الأسس التي تراها كييف صحيحة لتحقيق تسوية عادلة للنزاع المستمر.
وقال زيلينسكي، في تصريحات نقلتها وكالة "يوكرينفورم"، إن الوفد الأوكراني عاد من جنيف مساء الإثنين بعد جولة نقاشات مكثّفة، نتج عنها إمكانية وضع قائمة ملموسة من الخطوات العملية لإنهاء الحرب على الأرض. وأضاف: "بعد محادثات جنيف لم تعد الخطة الأمريكية تضم 28 نقطة كما كانت، فقد تم تقليصها، وأُخذت مجموعة من الأسس الصحيحة بالنسبة لأوكرانيا في الاعتبار، وهو ما يمنحنا مساحة أكبر للعمل على وثيقة واقعية".
وأوضح الرئيس الأوكراني أن بلاده ترى في هذا التطور خطوة مهمة، لكنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من العمل لضمان أن النسخة النهائية للخطة تعكس المصالح الوطنية وتحافظ على أمن أوكرانيا وسيادتها. وشدد على تقديره لموقف الولايات المتحدة وعدد كبير من دول العالم التي أبدت استعدادًا لدعم تسوية سلمية شاملة، لافتًا إلى أنه سيتولى بنفسه مناقشة النقاط الحساسة المتبقية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المرحلة المقبلة.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لا ترغب في أن تكون عقبة أمام تحقيق السلام، مضيفًا: "سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك، ونحن مستعدون للعمل بأقصى سرعة ممكنة".
وفي سياق متصل، كانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت في وقت سابق أن إدارة ترامب أجرت مشاورات سرية مع الجانب الروسي لصياغة نسخة محدثة من خطة السلام، والتي كانت مؤلفة من 28 بندًا موزعة على أربع فئات رئيسية: السلام داخل أوكرانيا، الضمانات الأمنية، الأمن الأوروبي، ومستقبل العلاقات الأمريكية مع روسيا وأوكرانيا. وتأتي هذه التحركات في إطار محاولات واشنطن الدفع نحو تسوية سياسية توقف التصعيد العسكري وتفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاوض.
وبينما تترقب العواصم الأوروبية نتائج تلك النقاشات، تشير التطورات الأخيرة إلى أن جنيف قد تكون محطة مفصلية في خريطة المفاوضات، وسط تقييمات دبلوماسية ترى أن تقليص البنود قد يساعد في تبديد الخلافات وتسريع الوصول إلى صيغة متفق عليها بين الأطراف، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب التي أثرت على الأمن الإقليمي وسلاسل الإمداد العالمية.
وبهذا التطور، تبدو كييف حريصة على اغتنام اللحظة السياسية الراهنة، مدعومة بموقف دولي واسع يأمل في صياغة حل قابل للتطبيق، فيما تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد شكل الوثيقة النهائية وآفاق السلام في المنطقة.






