محمد صبحي: "هؤلاء الكبار صنعوا فني وعلّموني معنى العيب"

في لحظة إنسانية لافتة داخل برنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة النهار، انهمرت دموع الفنان الكبير محمد صبحي وهو يستعيد ذكريات تكوينه الفني والثقافي، مؤكدًا أن جيلاً كاملاً من عظماء مصر كان لهم الفضل في تشكيل وعيه وتربيته الفنية.

وكشف صبحي أن وعيه الفني تبلور منذ طفولته خلال ستينيات القرن الماضي، لافتًا إلى أنه كان يشعر برهبة شديدة حين يعلم أن الناقد الكبير علي الراعي يجلس بين الجمهور وهو على خشبة المسرح، ما كان يدفعه لتقديم أفضل ما لديه.

وتحدث عن قائمة طويلة من الرموز الذين تركوا أثرًا في مسيرته، بينهم زكي نجيب محمود، لطفي السيد، طلعت حرب، صلاح عبد الصبور، سعد أردش، نعمان عاشور، أنيس منصور وغيرهم، مشيرًا إلى أنهم كانوا "الجيل الذي خلق محمد صبحي" — على حد وصفه — لأنهم كانوا لا يترددون في إرشاده وتلقينه معنى كلمة "عيب".

رسالة المسرح.. وذكريات مع لويس عوض
وبين صبحي أن هدفه الدائم كان بناء جمهور يمتلك وعيًا مشتركًا، بغض النظر عن مستواه التعليمي، مستعيدًا موقفًا جمعه بالمفكر الدكتور لويس عوض أثناء عرض مسرحية وجهة نظر، حين وصفه الأخير بـ"الفنان المستفز"، وهو توصيف قال صبحي إنه كان قادرًا على إغلاق المسرح بالنسبة له لو جاء من شخصية أقل قيمة.

كما عبّر الفنان القدير عن استيائه من صورة المرأة في بعض الأعمال الفنية الحالية، مؤكدًا أن الفن المصري في الماضي قدّم المرأة برقيّ واحترام، بينما أصبحت اليوم تُعرض  أحيانًا  في شخصيات "مشوهة" لا تعبر عن قيم المجتمع.

وانتقد صبحي انتشار التريندات السطحية، متسائلًا عن قيمتها الفعلية، قبل أن يهاجم ما وصفه بـ"الانفلات اللغوي" في بعض الأعمال الدرامية الحديثة، حيث تُستخدم ألفاظ — على حد قوله — "لا تُقال داخل غرفة مغلقة"، ورغم ذلك تتكرر في أكثر من مسلسل دون مساءلة.

وختم صبحي حديثه بتحذير من غياب الأصوات التي تذكر المجتمع بمعنى "العيب"، قائلاً: "وصلنا إلى زمن قليل فيه من يقول عيب.. وقريبًا قد لا نجد من يقولها أصلًا".