"سوق ديانا" يتحدي الزمان في "فات الميعاد"
" وعايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان ارجع يا زمان" .. كلمات جميلة صاغها الشاعر الغنائي الرقيق الراحل مرسي جميل عزيز ، وهى تعبرعن أمنية المحبوب أن يعود لوقت حبه لمحبوبته .. وهو في الحقيقة حلم مستحيل ، لأن مافات لا يعود .. لذلك تسمي هذه الأغنية التي أمتعتنا بها أسطورة الغناء العربي أم كلثوم " فات الميعاد" .
ولكن في الواقع يمكن أن نستعيد رائحة الماضي وجماله وأشياؤه وروعته ، ربما فقط عندما تأخذك قدماك إلى وسط البلد في قلب القاهرة الخديوية وبالتحديد هناك عند سينما ديانا .
بالقرب من هذه السينما التي شهدت ظهور أعظم الأفلام المصرية من الماضي البعيد والقريب ، يمكنك أن تشم رائحة محببة إلى نفسك وتري مقتنيات تعيدك لأجمل الذكريات .. ونقصد بذلك "سوق ديانا " هذا السوق الذى تكون مدته يوما واحدا فقط لاغير وهو يوم السبت من كل أسبوع ، تري لوحات زيتية من القرن الماضي من فنانين بارعين اضطر أصحابها لبيعها لأسباب مختلقة ، ربما لرحيلهم عن الدنيا أو إلى خارج البلاد ، وتري أيضا كل ماهو قديم منها مثلا العملات المعدنية الفضية والنحاسية مصرية أو عربية أو أوروبية .. وتجد ألات التليفونات من كل الألوان البيضاء والسوداء والحمراء ذوات الأقراص ذو الصوت المحبب إلى النفس الذى لا ينسي ، والأات كاتبة قديمة تبدو وكانها أثرية من عصر نجيب الريحاني والكسار .
كما تجد على الأرصفة في هذا السوق صور لفنانين كبار تخلي عنها أصحابها منها صورة فوتوغرافية قديمة للغاية بحالة ممتازة للمطربة الراحلة أسمهان ، فضلا عن أسطوانات وشرائط كاسيت لمطربين مشاهير من زمن الماضي الجميل .
ولا مجال للدهشة اثناء التجول في هذا السوق في حال وجدت أواني فخارية أو معدنية من عصر قديم ، عليها شعارات وأختام توكد أصالتها وعراقتها ، وبالطبع توجد كتب تنتمي لعصر التنوير لرواد الثقافة في القرن الماضي وقبل الماضي .
المثير أن رواد "سوق ديانا" ليسوا فقط من المصريين عاشقي الأنتيكات ، بل أيضا من السياح الأجانب سواء من أوروبا أو الصين ، وأغلبهم يعرف هذا السوق بالصدفة لقرب فنادق إقامتهم وسط القاهرة من هذا المكان .. الذى يحكي عن التاريخ وأبطاله .




