زيلينسكي يصل باريس لمحادثات سلام مع ماكرون وسط خطة أمريكية لإنهاء الحرب

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، إلى قصر الإليزيه في باريس لإجراء محادثات رسمية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت تتجه فيه جهود دولية لإيجاد تسوية لإنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ نحو أربع سنوات.

وتأتي زيارة زيلينسكي بعد أيام من الاجتماعات التي عقدها وفد أمريكي برئاسة الرئيس دونالد ترامب مع المسؤولين الأوكرانيين في هالانديل بيتش، شمال ميامي، والتي وصفها الجانبان بـ"مثمرة"، لكنها أكدت الحاجة إلى مزيد من العمل قبل التوصل إلى اتفاق نهائي.

صرح ترامب، خلال مقابلة مع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، بأن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب بعد آخر المفاوضات الأمريكية مع كييف. وتشير المصادر إلى أن مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى موسكو لمناقشة الوضع مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء، في إطار خطة الولايات المتحدة لإيجاد تسوية تحظى بموافقة موسكو وكييف.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن المحادثات كانت "مثمرة للغاية"، لكنه أشار إلى أن هناك "الكثير من العمل الدقيق والمعقد" الذي يتعين إنجازه قبل إحراز تقدم ملموس. وأضاف أن هناك "أطرافًا أخرى" يجب أن تشارك في العملية لتحقيق اتفاق مستدام.

تجري المحادثات في وقت تواجه فيه أوكرانيا ضغوطًا عسكرية على الأرض، بالإضافة إلى فضيحة فساد محلية أجبرت زيلينسكي مؤخرًا على إقالة رئيس أركانه وكبير مفاوضيه. وأكد ترامب أن أوكرانيا لديها "بعض المشاكل الصغيرة الصعبة"، لكنه أعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى صفقة ناجحة.

قاد أمين مجلس الأمن الأوكراني رستم عمروف وفد كييف إلى باريس، الذي ضم كذلك أندريه هناتوف، رئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية، ومستشارين رئاسيين، بهدف مناقشة تفاصيل الخطة الأمريكية وسُبل التعاون مع فرنسا لدعم جهود السلام.

وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتنسيق المواقف بين كييف وباريس، إضافة إلى بحث آليات الضغط على موسكو للوصول إلى اتفاق يوقف الصراع، ويُعيد الاستقرار إلى المنطقة بعد سنوات من الحرب المستمرة التي خلفت آثارًا إنسانية واقتصادية واسعة.