ماكرون: لا تفاوض على الضمانات الأمنية لأوكرانيا دون حضور كييف وحلفائها
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الاثنين، التزامه بدعم أوكرانيا ومواصلة الجهود الدبلوماسية لوقف الصراع، مشددًا على أن أي مفاوضات بشأن الضمانات الأمنية يجب أن تشمل حضور الأوكرانيين وحلفائهم الأوروبيين.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قصر الإليزيه، حيث قدم ماكرون تعازيه لأوكرانيا عقب الغارات الجوية الروسية الأخيرة على مدنها، معبرًا عن أسفه قائلاً: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن السلام، تُواصل روسيا القتل والتدمير"، مؤكدًا أن موسكو لم تبادر بأي إشارة إلى رغبتها في إنهاء الحرب.
وشدد ماكرون على أهمية التنسيق مع الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة في مناقشات الأمن الأوروبي، مشيدًا بدور الولايات المتحدة كوسيط ورغبتها، إلى جانب رغبة أوكرانيا والدول الأوروبية، في تحقيق السلام. وأضاف: "لكل طرف دوره في عملية السلام، لكن أوكرانيا هي الوحيدة المخوّلة بالتفاوض بشأن أراضيها".
وعشية المفاوضات المرتقبة بين مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد ماكرون أن أي نقاش حول الضمانات الأمنية لا يمكن أن يتم دون مشاركة الأوكرانيين والأوروبيين والدول الراغبة في التحالف. وأوضح أن النقاشات حول الضمانات الأمنية قد اكتملت، وسيُجرى قريبًا لقاء مع مسؤولين أمريكيين لتوضيح دور الولايات المتحدة في هذا الإطار، مع متابعة التزام روسيا بالسلام أمام الوسيط الأمريكي.
من جانبه، شكر الرئيس الأوكراني ماكرون وجميع الشركاء الأوروبيين على جهودهم في الأسابيع الأخيرة، وأشاد بالدور الأمريكي في المفاوضات، مؤكداً ضرورة ضمان أمن أوكرانيا وسيادتها لمنع أي عدوان روسي جديد. وأضاف زيلينسكي: "الحرب تغيرت جذريًا خلال أربع سنوات؛ الروس يهاجموننا يوميًا، ويجب ألا تكون الحرب مشروعًا مربحًا لأحد".
كما استعرض الرئيس الأوكراني الوضع العسكري، مشيرًا إلى تقدم محدود للجيش الروسي في بعض المناطق، لكنه أكد تكبّد روسيا خسائر كبيرة، خاصة في أكتوبر الماضي.
تأتي هذه الزيارة العاشرة لزيلينسكي إلى فرنسا منذ بداية الحرب في فبراير 2022، وكان آخر لقاء له مع ماكرون في نوفمبر الماضي، حين تم توقيع "إعلان نوايا" لشراء أوكرانيا مقاتلات فرنسية من طراز رافال وأنظمة دفاع جوي حديثة، وهي خطوة تاريخية لدعم كييف.
وتتزامن الزيارة مع بدء وفد أوكراني مفاوضات في فلوريدا الأمريكية حول خطة السلام الأمريكية لإنهاء الصراع مع روسيا، في إطار استمرار مباحثات جنيف والتشاور الوثيق مع الشركاء الأوروبيين.






