باحث سياسي: الإخوان عالقون في قرن مضى.. ومعاركهم الصفرية تقودهم من الفشل إلى الزنازين
قال أحمد رمضان خليفة، الباحث السياسي إن تنظيم الإخوان لم يعد يقاس بصفته عقيدة، أو غاية كما يروج قادته، بل بقدرته على تحقيق أهدافه بعد قرابة مئة عام على تأسيسه، في ظل تغيّر الظروف السياسية والاجتماعية بين الماضي والحاضر.
وأكد أن الخلط بين الإسلام والتنظيم خطيئة كبيرة، وأن ربط قوة الدين بتماسك الصف الإخواني خداع ومغالطة تستغل المشاعر الدينية.
وأضاف خليفة أن أزمة الإخوان تتجذر في رفضهم لمفهوم الدولة الوطنية الحديثة، مشيرا إلى أنه لا يمكن لأي دولة بحدودها القُطرية وقوانينها المعاصرة أن تقبل بوجود تنظيم ديني يعمل سرا، ويضم آلاف النشطاء والخاملين، ويتحرك ككيان مواز لمؤسسات الدولة.
وأوضح أن تقسيم الأدوار ضرورة في الدول الحديثة، فالأحزاب السياسية تتنافس على السلطة، والجمعيات الدعوية تتولى الوعظ والتربية، ومراكز البحوث تقوم بقياس الرأي العام، موضحا أن الإخوان يريدون الجمع بين كل هذه الأدوار في كيان واحد، وهو ما يجعل وجودهم صداميا بطبيعته.
وأشار الباحث إلى أن الإخوان ما زالوا يقفون عند أرضية عمرها مئة سنة، ويرفضون التكيف مع تطورات عصر الدولة الحديثة، ما يؤدي إلى تكرار الصدامات والمحن منذ عهد الملك فاروق وحتى الوقت الراهن.
وقال إن الجماعة تقدم صفوة رجالها وخيرة شبابها للسجون والزنازين بدلا من توظيفهم في عملية إصلاح سياسي حقيقي وعابر للأيديولوجيات الضيقة.
واعتبر خليفة أن استمرار عقلية المعارك الصفرية داخل الإخوان، وعدم إدراكهم لفقه الضرورة ومتطلبات السياسة الواقعية، هو السبب الرئيسي في تدهور التنظيم وانهيار مشروعه، مختتمًا بأن البعض لا يريد أن يتعلم، ولن يتعلم.
