كرم جبر: تهجير الفلسطينين من قطاع غزة مؤامرة سقطت علي أبواب القاهرة
في مقاله الاسبوعي قال الكاتب الصحفي كرم جبر رئيس المجلس الاعلي لتنظيم الإعلام السابق أن فكرة تهجير الفلسطينين من قطاع غزة الي مصر تعد مؤامرة أفسدتها مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي بشهادة مدير جهاز الاستخبارات الاسرائيلي السابق قائلا أن هذا الاعتراف يجب أن نكرره ونعيده لانه اقرار صارخ بدور مصر والرئيس السيسى فى إفساد مؤامرة التهجير ، ويجيء على لسان "يوسى كوهين" المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي، بأن الرئيس السيسى أفسد خطة تهجير مليون ونصف مليون فلسطينى من غزة .
وقال أن اعترافه شهادة في زمن تتشابك فيه الأكاذيب ،وفى كتابه «بالأحابيل تصنع لك حربًا» يقول ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو من أفشل خطة الموساد لتهجير ما يقرب من مليون ونصف فلسطيني من قطاع غزة إلى سيناء، وهذا الكلام لم يكن جديدًا علينا ، لكنه جاء هذه المرة من قلب الموساد التي خططت للمؤامرة، ليكون وثيقة تُسجَّل أمام الله والتاريخ بأن مصر لم تفرّط يومًا في حقٍّ فلسطيني ولا في أمنها القومي.
حيث يقول كوهين إنه تنقّل بين العواصم العربية لترويج فكرة «تهجير مؤقت» للسكان، وإنه حمل معه وعودًا بضمانات دولية من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان والصين والهند، لكنه وجد أمامه جدارًا مصريًا صلدًا قطع الطريق على الخطة من جذورها.
وما لم يعترف به " كوهين " أن مصر منذ بداية الأزمة كانت تدرك حجم المؤامرة، اتخذت موقفا صلبا ،واجهضت خطة نتنياهو بمراحلها الثلاثة :
المرحلة الأولى بالتدمير الكامل لشمال غزة، حتى يصبح البقاء فيه ضربًا من الانتحار..والمرحلة الثانية باستهداف الجنوب، لإجبار الفلسطينيين على التكدس أمام معبر رفح ، فى عملية هندسة للأزمة تخلق ضغطًا لا يطاق على السكان.
أما المرحلة الثالثة فكانت الرهان الأخطر بالتهديد بقصف متعمد للحدود مع مصر لإحداث خروقات يمكن أن تتسبب في اندفاع جماهيرى، وظن نتنياهو أن مصر ستقع في أحد الفخّين:إما صدام مع الفلسطينيين يخدم الدعاية الإسرائيلية، أو فتح الحدود بما يحقق التهجير القسرى.
ولفت جبر الي أن نتنياهو تراجع عن التفكير فى الاقتراب من الحدود المصرية ، لإدراكه ان مصر لا يمكن اللعب معها ، وان الجيش المصرى لديه القدرة التامة على ردع من تسول له نفسه المساس بحدودها ، ولها رؤية استراتيجية واضحة تستند إلى صلابة موقعها ، وكان الرد المصري حاسمًا: سيناء ليست أرضًا بديلة، والفلسطينيون لن يخرجوا من بلادهم، ومصر لن تكون طرفًا في تصفية قضيتهم.
وأضاف رئيس المجلس الاعلي للإعلام أن هذا الموقف لم يقلب الطاولة فقط، بل أجبر الدول الكبرى على إعادة النظر في خطابها ، وكانت الوفود الغربية تأتي للقاهرة محملة بعروض مالية وسياسية تحت عناوين إنسانية جذابة، لكن فشل مسعاها ،ومع الوقت تغيّر خطاب هذه الدول ليصبح رافضًا للتهجير بعد أن كان متعاطفًا معه، إدراكًا منهم أن مصر ليست مستعدة للمساومة.
وسقط مخطط التهجير لا لأنه غير أخلاقي فحسب، بل لأنه اصطدم بثلاثة جدران صلبة: موقف مصري ثابت، وشعب فلسطيني متمسك بأرضه، وإرادة دولية بدأت تعيد النظر وأن ما يحدث اقتلاع شعب كامل من جذوره.





.webp)
