الخميس 4 ديسمبر 2025 | 03:54 م

داعش يعود من تحت الرمال: 1200 تكفيري يعيدون بناء «إمبراطورية الظل» في شمال أفريقيا

شارك الان

 رغم هزيمته الثقيلة في العراق وسوريا وسقوط آخر معاقله، يباغت تنظيم داعش العالم مجددا من بوابة شمال أفريقيا، حيث تؤكد تقارير أمنية أن التنظيم أعاد بناء نفسه داخل المنطقة عبر شبكة سرية تضم نحو 1200 عنصر تكفيري ينتشرون في خلايا صغيرة في شمال أفريقيا.

هذا التمدد الخفي يكشف أن خطر التنظيم لم ينته، بل تغيّر شكله، وأن داعش ما بعد الدولة، بات أخطر من نسخته الأولى، لأنه يعمل الآن بلا أرض، وبلا قواعد واضحة، وبلا مركز يمكن استهدافه.

وعلى الرغم من فقدانه معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، لا يزال تنظيم داعش يحتفظ بقدرة لافتة على إعادة ترتيب صفوفه، خصوصًا في شمال أفريقيا، حيث وجد التنظيم بيئة رخوة تسمح له بالتحرك وإعادة التشكل من جديد.

وتشير التحركات الأخيرة لعناصر التنظيم إلى اعتماد استراتيجية مغايرة تمامًا لنهج “الدولة” الذي تبناه سابقًا، إذ بدأ داعش يعتمد على العمل السري عبر خلايا صغيرة ومنتشرة، تستغل هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية في بعض الدول، دون الحاجة لوجود بنية تحتية أو مناطق نفوذ ثابتة.

وبحسب تقرير نشره موقع حفريات نقلا عن البوابة نيوز، فإن التنظيم يعيد بناء شبكاته عبر مجموعات منفصلة تعمل بشكل شبه مستقل عن القيادة المركزية، ما يمنح داعش مرونة أكبر، ويجعل تعقب عناصره أو القضاء عليهم كليًا مهمة معقدة. ويقدّر خبراء الأمن أن عدد أفراد هذه الشبكات في شمال أفريقيا يبلغ نحو 1200 مقاتل، موزعين في تجمعات صغيرة تمتلك القدرة على الحركة وتنفيذ العمليات دون أوامر مباشرة.

كما يؤكد التقرير أن داعش لم يعد يسعى للسيطرة على أراضٍ واسعة، بل تحوّل إلى استراتيجية “النفوذ من الظل”، عبر توظيف الفوضى والصراعات الداخلية وتهالك أجهزة الدولة، بالإضافة إلى استغلال الفقر والفراغ الأمني لزيادة التجنيد.

وفي السياق نفسه، يعتمد التنظيم بشكل متزايد على شبكات ظل رقمية في الدعاية والتجنيد، مستفيدا من منصات غير خاضعة للرقابة وتقنيات تشفير متقدمة لإخفاء مصادر التمويل، والتواصل بين الخلايا المنتشرة عبر المنطقة.

ويرى الخبراء أن هذا النمط الجديد يمنح التنظيم قدرة أكبر على التوسع وإعادة إنتاج نفسه رغم الضربات العسكرية، ليصبح تهديدًا أكثر تعقيدًا وصعوبة أمام الدول وأجهزتها الأمنية.

وتعد مناطق الصحراء والحدود المشتركة بين ليبيا وتونس والجزائر من أكثر البيئات ملاءمة لعودة داعش، حيث تسمح التضاريس الوعرة والمساحات المفتوحة بإنشاء قواعد سرية يصعب رصدها أو استهدافها.

ويؤكد محللون أن المواجهة الحقيقية لخطر داعش في شمال أفريقيا باتت تعتمد بشكل رئيسي على التعاون الاستخباراتي الإقليمي والدولي، معتبرين أن أي تراخٍ في هذا التعاون سيتيح للتنظيم التمدد مرة أخرى وتهديد استقرار المنطقة برمتها.

استطلاع راى

هل ترى أن مكافحة الفساد يجب أن تكون الأولوية القصوى لأعضاء البرلمان القادم؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5445 جنيهًا
سعر الدولار 47.51 جنيهًا
سعر الريال 12.67 جنيهًا
Slider Image