«أبو السعد» لـ«مصر الآن»: خطوة الكونجرس الأخيرة تمهد لتصنيف الإخوان إرهابيا رغم الضغوط البريطانية

   في تطور تشريعي لافت يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في تعامل واشنطن مع جماعة الإخوان المسلمين، أكد طارق أبو السعد الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، أن تجاوز مشروع تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية داخل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي يمثل أقوى خطوة حتى الآن في رحلة التصنيف المنتظر، موضحا أنه مع اتجاه غالبية أعضاء مجلس النواب لدعم القرار، تتصاعد التوقعات بأن ملف الجماعة يقترب من نقطة اللاعودة.

وقال أبو السعد، في تصريحات خاصة لـ«مصر الآن»، إن موافقة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية تمثل نقطة تحول كبيرة في مسار القضية داخل أروقة الكونغرس. وأوضح أن المشروع بات جاهزًا للانتقال إلى قاعة مجلس النواب للتصويت الكامل، في ظل مناخ تشريعي يبدو منحازا بوضوح للدفع نحو إقراره.

وأضاف أبو السعد أن المؤشرات الراهنة داخل مجلس النواب الغرفة الثانية للبرلمان الأمريكي، تشير إلى وجود رغبة واسعة لدى المشرّعين في تمرير القرار، ما يمهّد لتحركه لاحقًا إلى مجلس الشيوخ، قبل أن يصل في مراحله النهائية إلى مكتب الرئيس لاعتماده بشكل رسمي.

وأشار إلى أن استقراء اتجاهات الرأي داخل الغرف التشريعية يُظهر أن احتمالات الانتهاء من تصنيف الجماعة إرهابية باتت مرتفعة، وهو ما سيترتب عليه تأثيرات مباشرة على العناصر المرتبطة بالتنظيم، سواء من الوافدين إلى الولايات المتحدة أو من المواطنين الأمريكيين المنتمين للجماعة، خاصة فيما يتعلق بحركة التمويل وتحويلات الأموال.

وفي الوقت ذاته، أعرب أبو السعد عن خشيته من تدخل لندن خلف الأبواب المغلقة للضغط باتجاه تقليص نطاق القرار والاكتفاء بحظر بعض أفرع الجماعة فقط، أو اتباع حلول وسط مثل تقييد دخول مواطني بعض الدول إلى الولايات المتحدة بدعوى الارتباط التنظيمي، دون الوصول إلى تصنيف شامل.

ورغم هذه المخاوف، أكد أبو السعد أن ما تحقق حتى الآن يمثل خطوة قوية ومؤثرة، على الأقل في كسر الصورة المظلومية، التي لطالما حاولت الجماعة تصديرها في الغرب، وتعزيز القناعة بأنها بنية تنظيمية ذات تاريخ متشابك مع التطرف والعنف.