ترقب أمريكي لتحركات بوتين في نيودلهي.. قمة روسية–هندية تحمل اتفاقات دفاعية وتجارية رغم الضغوط الغربية
تشهد العاصمة الهندية نيودلهي حالة من الاستعداد المكثف قبيل وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، حيث يشارك في القمة الروسية–الهندية السنوية التي تُعد أحد أبرز محطات التعاون بين البلدين. وتأتي زيارة بوتين في توقيت حساس، وسط توقعات بإبرام اتفاقيات دفاعية جديدة، وتسهيل حركة التجارة، إلى جانب بحث ترتيبات تسمح بتدفق العمالة الهندية إلى روسيا.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، فإن واشنطن تراقب الزيارة عن كثب، في ظل ما تعتبره اختبارًا للعلاقات الروسية–الهندية، ولقدرة الولايات المتحدة على التأثير في خيارات نيودلهي السياسية والاقتصادية خلال المرحلة الراهنة.
الهند بين شراكتها التاريخية مع موسكو وضغوط واشنطن
وترى الصحيفة الأمريكية أن الزيارة تأتي في لحظة حرجة بالنسبة للهند، التي تحاول الخروج من حالة "التشابك الاقتصادي" مع إدارة ترامب بعد الخلافات التي أثارها الرئيس الأمريكي السابق بشأن شراء الهند النفطَ الروسي. وكان ترامب قد اتهم نيودلهي بأنها تساهم في تمويل الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال وارداتها النفطية، الأمر الذي دفع شركات الطاقة الهندية الكبرى خلال الشهر الماضي إلى تقليص مشترياتها من الخام الروسي بشكل شبه كامل، عقب العقوبات الأمريكية التي هددت الشركات التي تواصل التعامل مع النفط الروسي.
وتشير الصحيفة إلى أن انعقاد القمة يؤكد تمسك كل من موسكو ونيودلهي بعلاقتهما القديمة الممتدة منذ الحقبة السوفيتية. فبالنسبة للرئيس الروسي، تمثل الزيارة فرصة لإظهار أن بلاده لا تزال تملك شريكًا دوليًا مهمًا رغم الضغوط الغربية. أما رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الذي تربطه علاقة شخصية قوية ببوتين، فيواجه معادلة دقيقة تتطلب الموازنة بين علاقات بلاده مع روسيا، المورد العسكري الأكبر للهند، وبين الولايات المتحدة، الشريك التجاري الأول لنيودلهي.
ملفات القمة: دفاع وتجارة وطاقة وتنقل عمالة
ومن المقرر أن يصل بوتين إلى نيودلهي لحضور القمة الروسية–الهندية الثالثة والعشرين، على أن يعقد مباحثات موسعة مع مودي في اليوم التالي. وسيتركز جدول الأعمال على ملفات اقتصادية وتجارية ودفاعية، إضافة إلى مناقشة مشروعات رئيسية للمرحلة المقبلة.
ووفقًا لمصادر حكومية هندية ومتحدث الكرملين دميتري بيسكوف، يتوقع أن تشمل المناقشات:
اتفاقيات دفاعية جديدة تعزز التعاون العسكري بين البلدين.
خططًا لتسهيل التجارة وتوسيع استخدام العملات المحلية في التعاملات المشتركة.
زيادة واردات الهند من الأسمدة الروسية لتلبية احتياجات القطاع الزراعي.
مشروعًا لبناء محطات نووية صغيرة داخل الهند ضمن الشراكة النووية المدنية الممتدة بين البلدين.
اتفاقًا خاصًا بتنقل العمالة يتيح للشركات الروسية توظيف العمال الهنود بسهولة أكبر، في ظل النقص المتزايد في العمالة داخل روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا وتراجع أعداد المهاجرين من آسيا الوسطى.
وتؤكد الصحيفة أن الهند، التي تتبع نهج "عدم الانحياز" تاريخيًا، تعتمد على مقاربة براغماتية تقوم على تغليب مصالحها الوطنية في التحالفات الدولية. غير أن زيارة بوتين تضع مودي أمام اختبار جديد للموازنة بين موسكو وواشنطن، وسط تنافس دولي محموم على النفوذ في جنوب آسيا.

