عبلة سلامة تكتب: يوسف دخل الحوض بحلم وعاد في صندوق
طفل عنده 12 سنة… لم يذهب الي حرب، ولم بيجرب قدره… رايح بطولة سباحة!
يدخل الحوض بحلم ويرجع لبيته في صندوق!
يوسف مات… غرق… قدّام ناس المفروض شغلهم الوحيد ينقذوه!
حكام، منقذين، مسؤولين… واقفين يتفرجوا!
طفل بيختفي تحت المية محدش يسأل: راح فين؟!
طفل زميله يبلغ عن وجوده في القاع… فيتقاله:
“يلا ابدأ السباق عشان ما تخسرش!”
وبدل ما نواجه الحقيقة…
بدل ما نسأل: فين الإنقاذ؟ فين الإسعاف؟ فين المسؤول؟
يطلع اتحاد السباحة يقول: الطفل كان بياخد منشطات!
طفل؟! 12 سنة؟! بياكل موز وبطاطا وتمور؟!
ده مش دفاع… ده هروب. ده تبرير. ده إهانة لميت!
الميت دلوقتي محتاج يدافع عن نفسه… والمسؤول قاعد مرتاح؟!
وهنا الكارثة الأكبر…
جمهور فيسبوك اللي قام وقعد وهاجم فيلم ما شافوش وممثلة
… نفس الجمهور ما لاقينهوش لما روح طفل راحت بجد!
لا غضب، لا هجوم، لا مطالبة بالحق!
كأن موت يوسف مش كفاية عشان يعمل تريند!
إحنا مجتمع بيعرف يهاجم فنان… بس مش بيعرف يحاسب مسؤول.
طيب… مين المسؤول؟
• المسؤول هو الحكم اللي ما لاحظش اختفاء لاعب.
• المسؤول هو المنقذ اللي اسمه منقذ لكنه ما أنقذش.
• المسؤول هو المنظم اللي سمح ببطولة من غير تجهيزات.
• المسؤول هو الاتحاد اللي بدل الاعتراف بالخطأ، اتهم طفل ميت.
وكل واحد في المنظومة دي شاف… وسكت… وكمّل يومه.
ومين يتحاكم؟
اللي أهمل. اللي تجاهل. اللي تستر.
اللي اعتبر حياة طفل تفصيلة
واللي افتكر إن الكارثة دي هتعدي زي غيرها.
يوسف ما ماتش… يوسف اتساب يموت.
واللي سبَه… لازم يتحاسب.
الله يرحمك يا يوسف… ويصبر اهلك
اسمك اتكتب على حمام سباحة، بس المفروض يتكتب على ضمير بلد كاملة
"كلنا فاسدون، لا أستثني أحدا، حتى بالصمت العاجز"


