نتنياهو يلتقي المستشار الألماني في القدس بعد غياب إعلامي طويل.. مباحثات موسّعة حول التعاون الأمني والدفاعي
في القدس، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمستشار الألماني فريدريش ميرز اجتماعًا موسعًا اليوم، الأحد، بمقر رئاسة الوزراء، وذلك عقب جلسة ثنائية مغلقة جمعت الطرفين في بداية الزيارة. وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التنسيق السياسي والعسكري بين إسرائيل وألمانيا، في وقت تشهد فيه المنطقة تقلبات حادة وتطورات أمنية متلاحقة.
وشارك في الاجتماع وفد إسرائيلي رفيع ضمّ وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، إضافة إلى نائب رئيس مجلس الأمن القومي غيل رايش، والمدير العام لوزارة الدفاع اللواء (احتياط) أمير برعام، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين.
ويعكس مستوى التمثيل أهمية المباحثات التي تناولت، بحسب مصادر إسرائيلية، ملفات حساسة تتعلق بالتعاون الدفاعي، وتحديث الصناعات العسكرية، ومستقبل الشراكة الاستراتيجية بين تل أبيب وبرلين.
وأعلن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء سيعقد غدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع المستشار الألماني، ليكون ظهوره الإعلامي الأول منذ 16 سبتمبر الماضي، بعد فترة طويلة من الامتناع عن مواجهة أسئلة الصحفيين.
ويبدأ الاجتماع الرسمي بين الطرفين عند الساعة 11:00 صباحًا، يلي ذلك مؤتمر صحفي مشترك في تمام الساعة 1:15 ظهرًا.
يأتي هذا اللقاء في توقيت سياسي حساس بالنسبة لنتنياهو، خاصة عقب خطابه الأخير الذي أثار جدلاً واسعًا حين وصف فيه إسرائيل واقتصادها بأنها "إسبرطة الخارقة"، وهي عبارة لاقت انتقادات داخلية وخارجية.
كما تتزامن الزيارة الألمانية مع تصاعد النقاشات الإسرائيلية حول شكل التعاون الأمني مع برلين في المرحلة المقبلة، خصوصًا مع استمرار الحديث عن صفقات تسليحية، ودعم سياسي أعمق داخل الاتحاد الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تداول تقارير إعلامية إسرائيلية حول سلسلة لقاءات سرية أجراها نتنياهو مع شخصيات دولية، من بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بهدف بحث ترتيبات إدارة غزة قبيل نهاية عام 2025.
كما كشفت مصادر أخرى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوصى نتنياهو مؤخرًا بالتحوّل إلى الدبلوماسية، وتخفيف التصعيد العسكري لصالح تحريك المسار السياسي.
وتعتبر زيارة المستشار الألماني الحالية إحدى أهم الزيارات الأوروبية إلى إسرائيل خلال الأشهر الماضية، نظرًا لدور برلين المركزي في دعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
ومن المتوقع أن يبحث الجانبان ملفات تشمل:
التعاون العسكري وتبادل التكنولوجيا الدفاعية.
تطوير منظومات اعتراض الصواريخ والدفاع الجوي.
مستقبل الأوضاع في غزة والضفة الغربية.
العلاقات مع الولايات المتحدة والتحولات الدولية.
ويترقب المراقبون المؤتمر الصحفي المشترك غدًا، باعتباره مؤشرًا على مستقبل العلاقات الثنائية، وملمحًا لمواقف إسرائيل المقبلة في الملفات الإقليمية والدولية.
