جيروزاليم بوست: صراع سياسي عميق بين نتنياهو ورئيس الأركان يحدد مستقبل الجيش الإسرائيلي
سلطت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية الضوء على التوتر العسكري والسياسي المتصاعد داخل المؤسسة العسكرية، وسط صراع واضح بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس من جهة، ورئيس الأركان إيال زامير من جهة أخرى، في ما يبدو صراعًا حول مستقبل هوية الجيش الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة في تحليلها الأحد إلى أن زامير كان الخيار المفضل للقيادة السياسية بعد فقدان الثقة بسلفه هيرتسي هاليفي، خاصة أنه لم يكن مرتبطًا بأي مسؤولية عن إخفاقات الهجوم في 7 أكتوبر، واعتُبر قائدًا أكثر صرامة وحزمًا، متوافقًا في البداية مع توجهات نتنياهو وكاتس، بما في ذلك توسيع العمليات في غزة وفرض الانضباط على عناصر الاحتياط، وتنفيذ ضربات استراتيجية على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني في يونيو، وإجراء تعديلات داخلية في هيئة الأركان.
مع مرور الوقت، بدأت الخلافات تتصاعد عندما بدأ زامير ممارسة استقلالية أكبر، معارضًا لتوسيع العمليات البرية في غزة خشية على حياة الرهائن، ومطالبًا بتجنيد مزيد من شباب الحريديم، ما أثار حفيظة نتنياهو وكاتس وتدخل الأخير في تعيينات الجيش الحساسة.
وقالت الصحيفة إن التسوية المؤقتة التي رافقت انتهاء الحرب بتدخل أمريكي لم تدم طويلًا، إذ بدأت القيادة السياسية تسعى لإعادة تشكيل القيادة العسكرية عبر الدفع بشخصيات موالية لها أو من خارج المؤسسة، بما في ذلك فتح تحقيق جديد حول أحداث 7 أكتوبر وتعطيل تعيينات قيادية في الأفرع الجوية والبحرية، مما دفع بعض كبار الضباط للتفكير في التقاعد خوفًا من فقدان استقلالية الجيش المهنية.
وأضافت جيروزاليم بوست أن النزاع لم يعد مجرد خلاف حول تعيينات محددة، بل أصبح صراعًا جوهريًا حول مدى قدرة القيادة السياسية على التحكم في هوية هيئة الأركان، وصلاحيات رئيس الأركان في إدارة الجيش بعيدًا عن التدخل السياسي المباشر، محذرة من أن استمرار التدخل السياسي قد يضعف الروح المهنية للجيش ويهدد قدرته على اتخاذ قرارات تكتيكية واستراتيجية مستقلة.
واختتمت الصحيفة بالتساؤل حول ما إذا كان زامير سيستطيع الحفاظ على حد من استقلاليته المهنية، أم أن القيادة السياسية ستنجح في إعادة تشكيل الجيش بما يتماشى مع أجندتها، وما سينتج عن ذلك من تداعيات على الأمن القومي الإسرائيلي.


