أمين عام الناتو: الطاقة محور رئيسي للأمن بعد أوكرانيا

استقبل أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، اليوم الأربعاء في مقر الحلف ببروكسل، مجموعة من كبار المسؤولين في قطاع الطاقة، من بينهم المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، ومفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة، دان يورجنسن، إضافة إلى مساعد وزير الطاقة الأمريكي، تومي جويس، وذلك ضمن اجتماع ضم ممثلي الدول الأعضاء في مجلس شمال الأطلسي.

وخلال الاجتماع، شدد أمين عام الناتو على الدور الحيوي للطاقة في دعم أمن الدول وقدرات الدفاع، مؤكداً أن الدروس المستخلصة من الحرب في أوكرانيا أبرزت ضرورة تعزيز مرونة البنية التحتية للطاقة وضمان توفر الإمدادات في الوقت المناسب، خصوصاً في أوقات الأزمات العسكرية. وأوضح أن روسيا استهدفت بشكل متعمد البنية التحتية للطاقة كجزء من استراتيجيتها العسكرية، ما يوضح حجم المخاطر الناتجة عن الاعتماد على مصادر طاقة غير آمنة أو بنية تحتية ضعيفة.

وأكد روته أن الحفاظ على أمن الحلف اليوم وفي المستقبل يعتمد بشكل مباشر على توفر الإمدادات الكافية من الوقود والموارد الحيوية اللازمة لتشغيل القوات المسلحة بكفاءة. وأوضح أن تعزيز متانة البنية التحتية للطاقة وضمان سلاسل إمداد موثوقة للتكنولوجيات والمواد الخام المرتبطة بالطاقة يمثلان عنصراً أساسياً في استراتيجية الدفاع، ويحد من أي تهديدات محتملة قد تؤثر على القدرات العملياتية لدول الحلف.

وأشار الأمين العام إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تعاوناً أوثق بين صانعي القرار في مجالي الدفاع والطاقة على مستوى الدول الأعضاء، بما يضمن دمج الاعتبارات الأمنية في سياسات الطاقة. وأضاف أن سياسات الطاقة في منطقة أوروبا–الأطلسي يجب أن تراعي بشكل كامل الاعتبارات الدفاعية والأمنية، مع التركيز على حماية المجتمعات وضمان قدرة القوات المسلحة على العمل دون انقطاع، حتى في أوقات النزاعات أو الهجمات السيبرانية على البنية التحتية للطاقة.

وذكر روته أن الاجتماع يمثل خطوة مهمة لتعزيز التنسيق بين الحلفاء في مجالي الدفاع والطاقة، بما يسهم في تطوير استراتيجيات مشتركة للتعامل مع التحديات المستقبلية. وأكد أن الناتو ملتزم بتوفير بيئة آمنة ومستقرة لدول الحلف، مع الاستعداد لمواجهة أي تهديدات محتملة على مصادر الطاقة الحيوية، وذلك عبر خطط مستدامة لتعزيز المرونة والتقليل من المخاطر التشغيلية.

وختم الأمين العام حديثه بالتأكيد على أن الأمن الطاقوي أصبح عنصراً لا غنى عنه في استراتيجيات الدفاع الحديثة، وأن التعاون الوثيق بين الحلفاء هو السبيل لضمان الاستقرار والأمن الجماعي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.