معاريف: نتنياهو يعرقل خطة ترامب للسلام في غزة عبر استراتيجية “الانتظار”
تتجه الأنظار إلى العاصمة الأمريكية واشنطن حيث يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 ديسمبر الجاري. ويأتي هذا اللقاء في لحظة سياسية دقيقة تتسم بالغموض بشأن مستقبل المرحلة الثانية من خطة واشنطن للسلام وإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، كشفت المحللة السياسية الإسرائيلية آنا برسكي عن ما وصفته بـ"استراتيجية الانتظار" التي تنتهجها حكومة نتنياهو تجاه خطة ترامب. وتعتمد هذه الاستراتيجية على عدم رفض المبادرة الأمريكية بشكل مباشر لتفادي توتير العلاقة مع واشنطن، وفي الوقت ذاته عدم اتخاذ خطوات عملية تدفع بالخطة إلى الأمام.
وتشير برسكي إلى أن حكومة نتنياهو تراهن على عامل الزمن، معتبرة أن "الواقع الميداني سيتكفل بعرقلة الخطة دون الحاجة إلى إعلان معارضة علنية"، وهو ما يسمح لتل أبيب بالحفاظ على قنوات التواصل مع الإدارة الأمريكية دون الالتزام العملي بمتطلبات الخطة.
ثلاث رؤى متضاربة حول ترتيب الخطوات في غزة
وتلفت الصحيفة إلى وجود ثلاث رؤى رئيسية تتصارع حول كيفية ترتيب المرحلة الانتقالية في القطاع:
1. الرؤية الإسرائيلية:
تشدد على أن الأولوية المطلقة هي نزع سلاح حركة حماس وإزالة سيطرتها بالكامل قبل أي انخراط في إعادة الإعمار أو إدخال قوة دولية أو بحث الانسحاب الإسرائيلي.
2. رؤية الوسطاء الدوليين (الولايات المتحدة، مصر، دول الخليج):
تقترح مقاربة معاكسة تبدأ بـ إطلاق عملية إعادة الإعمار فوراً، وتشكيل حكومة تكنوقراط، وإدخال قوة دولية قادرة على إدارة المرحلة، ثم معالجة ملف حماس تدريجياً.
3. رؤية ترامب المتوقعة:
وبحسب معاريف، يدرك نتنياهو أن ترامب لن يقبل بالشروط الإسرائيلية المسبقة، ومن المرجح أن يدفع باتجاه التقدم المتوازي في الملفات كافة، بما يشمل:
فتح معبر رفح
تشكيل قوة استقرار دولية
تعيين حكومة تكنوقراط
بدء نقاش فعلي حول نزع سلاح حماس بالتزامن مع الخطوات الأخرى
وتوضح برسكي أن نتنياهو يواجه ما وصفته بـ"الكابوس المزدوج":
أمنياً: تخشى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن تسمح الترتيبات الجديدة لأي طرف في غزة بإعادة بناء قدراته، على غرار ما حدث في تجارب سابقة.
سياسياً: يخشى نتنياهو من أن تفسير أي خطوة باتجاه الإعمار أو العمل الدولي سيُنظر إليه على أنه تنازل أو اعتراف ضمني ببقاء حركة حماس، وهو ما قد يدفع أحزاب اليمين المتطرف داخل إسرائيل إلى تفجير الائتلاف الحكومي.
وتنقل الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن تشكيل قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة سيواجه عقبات كبيرة، إذ تشير التوقعات إلى أن الدول الأوروبية لن تتجاوز حدود التصريحات، ولن تُقدم على إرسال قواتها إلى القطاع في هذه المرحلة المعقدة.
ومع اقتراب موعد الاجتماع بين نتنياهو وترامب، يبقى الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بمستقبل خطة السلام الأمريكية، بينما تزداد الشكوك حول نوايا الحكومة الإسرائيلية وقدرتها على الالتزام بسيناريو إعادة الإعمار وفق الرؤية الأمريكية.






