نصر علام لـ ( مصر الآن): سد النهضة جزء من مخطط أمريكي قديم لإنشاء سلسلة سدود بإثيوبيا عقب بناء السد العالي

 أكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، في تصريحات خاصة لـ (مصر الآن)، أن الحديث عاد مجددًا حول المخطط الأمريكي الذي استهدف منذ ستينيات القرن الماضي دعم إنشاء سلسلة من السدود الكبرى في إثيوبيا على النيل الأزرق، وذلك عقب شروع مصر في بناء السد العالي باعتباره المشروع الأضخم للتحكم في فيضان النيل وتأمين احتياجاتها المائية. 
وقال أن هذا المخطط، الذي جرى إعداده في تقارير هندسية بتمويل وإشراف جهات أمريكية، كان يهدف إلى تعزيز النفوذ في منطقة القرن الإفريقي من خلال تمكين إثيوبيا مائيًا وهيدروليكيًا على حساب دول المصب، وفي مقدمتها مصر.
وتشير وثائق تاريخية ودراسات لاحقة إلى أن الولايات المتحدة رأت في الهضبة الإثيوبية موقعًا مناسبًا لإنشاء مجموعة سدود ضخمة، ليس فقط لغرض توليد الكهرباء، بل للتحكم في تدفقات النيل الأزرق وتغيير معادلات القوة المائية في الحوض. وقد تزامن ذلك مع إدراك واشنطن لأهمية إفريقيا في سياق صراعات الحرب الباردة، وسعيها لتثبيت نفوذ استراتيجي في دول المنبع.
وأضاف د. علام أنة رغم أن إثيوبيا لم تتمكن وقتها من تنفيذ هذه المشروعات لأسباب اقتصادية وسياسية، فإن أجزاء من هذا المخطط عادت للظهور مع مشروع "سد النهضة" الذي انطلق عام 2011، والذي يرى خبراء أنه يستند إلى نفس الرؤية الأمريكية القديمة، سواء في التصميمات أو الأهداف المتعلقة بالتحكم في مياه النيل الأزرق. 
ولفت د.نصر علام الي أن هذه المشروعات إن اكتملت يمكن أن تُحدث اختلالاً جوهريًا في ميزان الأمن المائي لدولتي المصب، خاصة مصر التي تعتمد على النيل بنسبة تتجاوز 95% من احتياجاتها المائية. ويري أن الحل يكمن في العودة إلى مسار التعاون بين دول حوض النيل، بعيدًا عن محاولات إعادة إنتاج صراعات قديمة أو مخططات خارجية لا تخدم شعوب المنطقة.
وشدد على أن تطوير مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة بين مصر وإثيوبيا ودول الحوض، سيظل الطريق الأكثر استدامة لتحقيق التنمية، بدلًا من توظيف الأنهار في صراعات النفوذ أو الحسابات الجيوسياسية.