عام الهجوم الإسرائيلي الأكبر على الحوثيين.. 2025 تحت نيران التصعيد الإقليمي
شهد عام 2025 واحدة من أكثر المراحل العسكرية سخونة في الشرق الأوسط، حيث نفّذت إسرائيل أكبر سلسلة من الضربات ضد مليشيات الحوثي في اليمن منذ بدء المواجهة غير المباشرة بين الطرفين خلال السنوات الماضية.
وجاء هذا التصعيد كردّ مباشر على مئات الهجمات الحوثية التي استهدفت العمق الإسرائيلي وممرات الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، ما دفع تل أبيب لتبنّي استراتيجية هجومية واسعة النطاق.
وتشير مراجعة العمليات العسكرية خلال العام إلى أن 2025 مثّل نقطة تحوّل استراتيجية في طبيعة الاشتباك، بعدما تجاوزت الضربات الإسرائيلية لتصل وللمرة الأولى إلى رأس هرم القيادة الحوثية.
تصعيد تدريجي.. من الموانئ إلى قمة القيادة
بدأت إسرائيل عام 2025 بضربات مركّزة على البنية التحتية الاقتصادية للحوثيين، خصوصًا ميناء الحديدة، ومحطة حزيز للطاقة، وميناء رأس عيسى، في عمليات هدفت لحرمان الجماعة من مصادر التمويل والسيطرة اللوجستية.
لكن مع تزايد الهجمات الحوثية التي طالت إسرائيل وممرات الملاحة، اتخذت تل أبيب مسارًا أكثر صرامة. فشهد العام أكثر من 14 موجة قصف حملت أسماء عمليات مثل:
"الجوهرة الذهبية"
"قطرة حظ"
"دق الأجراس"
وتحوّلت الضربات لاحقًا إلى استهداف مباشر لقيادات الصف الأول في منظومة الانقلاب الحوثي، بما في ذلك قصف القصر الرئاسي، ومقر التوجيه المعنوي، ومواقع عسكرية حساسة.
تسلسل زمني لأبرز الضربات
يناير: بداية العام بصدمات عنيفة
في 10 يناير 2025، استهدفت إسرائيل محطات الطاقة الحيوية في حزيز، إضافة إلى ضربات متزامنة على ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى.
مايو: أربع موجات مكثفة
شهد شهر مايو وحده أربع ضربات متتالية، استهدفت:
مصانع الأسمنت في باجل وعمران
محطات الطاقة
آخر طائرة حوثية داخل مطار صنعاء
يونيو ويوليو: توسّع بنيران البحر
في تطور لافت، استخدمت إسرائيل سفنًا حربية لقصف ميناء الحديدة، وتكرّر المشهد في يوليو بضربات واسعة طالت:
الحديدة
رأس عيسى
الصليف
محطة كهرباء رأس كتنيب
السفينة "جلاكسي ليدر"
معدات هندسية كانت تعمل على إعادة تأهيل الميناء
أغسطس: استهداف البنية القيادية
شهد أغسطس ثلاث موجات قصف، أبرزها عملية "قطرة حظ" التي استهدفت الحكومة الحوثية غير المعترف بها، إضافة إلى مواقع للطاقة وتخزين الوقود في صنعاء.
سبتمبر: عملية "دق الأجراس"
في 10 سبتمبر، شاركت 10 طائرات إسرائيلية في تنفيذ نحو 30 غارة على صنعاء والجوف، مستهدفة 15 موقعًا حوثيًا، بينها مبنى التوجيه المعنوي، الذي شهد مقتل عشرات القيادات.
كما شهد الشهر ضربات على ميناء الحديدة ومعسكرات ومراكز أمنية تابعة للحوثيين.
أبرز قتلى القيادات الحوثية
أسفرت عمليات 2025 عن مقتل ما يقرب من 14 قياديًا بارزًا في هيكل قيادة الحوثيين، أهمهم:
محمد عبدالكريم الغماري: رئيس الأركان وأرفع قيادي عسكري.
أحمد الرهوي: رئيس حكومة الانقلاب.
محمد الكبسي: صاحب النفوذ الأكبر داخل الحكومة غير المعترف بها.
زاهد العمدي: سكرتير مجلس الوزراء.
معين المحاقري: وزير الاقتصاد والصناعة.
رضوان الرباعي: وزير الزراعة والثروة السمكية.
علي قاسم حسين اليافعي: وزير الثقافة والسياحة.
هاشم شرف الدين: وزير الإعلام وأحد القيادات المرتبطة بحزب الله.
وغيرهم من الوزراء والمسؤولين الأمنيين والعسكريين.
وتشير مصادر أمنية إلى أن إحدى الضربات التي استهدفت مبنى التوجيه المعنوي تسببت في مقتل 32 صحفياً و9 قيادات حوثية كانت في اجتماع مغلق داخل المبنى.
ويؤكد محللون أن عام 2025 يُعد الأعنف والأكثر تأثيرًا في مسار الصراع بين إسرائيل والحوثيين، إذ وسّعت تل أبيب نطاق استهدافاتها لتشمل العمق السياسي والاقتصادي والعسكري للجماعة.
وتشير التقديرات إلى أن هذا التصعيد قد يؤسس لمرحلة جديدة في المواجهة، خصوصًا في ظل استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية، واستمرار الدعم الإيراني الذي يبقي المنطقة على حافة مواجهة أوسع.






