مركز «الملاذ الآمن»: ارتفاع أسعار الفضة محليًا بنسبة 7.4% خلال أسبوع
شهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجل المعدن الأبيض مكاسب بلغت 7.4% في السوق المحلية، في حين ارتفعت الأوقية عالميًا بنسبة 6.4%، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن». ويعود هذا الصعود إلى تراجع المخزونات، وارتفاع الطلب الاستثماري، وتجدد المخاوف بشأن المعروض.
وأوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية ارتفعت نحو 5.5 جنيه، حيث افتتح جرام الفضة عيار 800 التعاملات عند 74.5 جنيهًا وارتفع إلى 80 جنيهًا، فيما سجل جرام الفضة عيار 925 نحو 92.5 جنيهًا، وعيار 999 نحو 100 جنيه، بينما استقر سعر جنيه الفضة عند 740 جنيهًا.
وعالميًا، ارتفعت الأوقية بنحو 3.73 دولارًا، بعد أن افتتحت التعاملات عند 58.27 دولارًا، لتصل إلى أعلى مستوى عند 65 دولارًا قبل أن تغلق عند 62 دولارًا.
وأشار التقرير إلى أن ارتفاع الطلب على الفضة جاء مدفوعًا بتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، واستمرار الطلب الصناعي على المعدن في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والشرائح الدقيقة، إضافة إلى نقص المعروض العالمي، ما ساهم في تفوق الفضة على الذهب، حيث تراجعت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021.
وعلى صعيد المخزونات، أظهرت البيانات ارتفاع مخزونات بورصة لندن منذ بداية العام بنحو 1,447 طنًا، وزيادة مخزونات كومكس بنحو 4,311 طنًا، مع بقاء الجزء الأكبر من المخزون مركّزًا في لندن بنسبة 1.91 مقابل مخزونات كومكس. كما تشير البيانات إلى أن نحو 78% من حيازات الفضة في خزائن جمعية سوق لندن للمعادن الثمينة ممثلة بصناديق المؤشرات المتداولة، مقارنة بـ65% في نوفمبر 2024.
وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة تدفقات قوية، حيث ارتفعت مقتنياتها بنحو 487 طنًا في نوفمبر، وأكثر من 475 طنًا منذ بداية ديسمبر، ما يعكس دخولًا مؤسسيًا كبيرًا إلى السوق. ورغم ارتفاع الطلب الاستثماري، تشير زيادة الكميات المتاحة في بورصة لندن إلى تحسن تدريجي في ظروف السوق.
وتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن الفضة تمتلك مجالًا إضافيًا للارتفاع، رغم احتمالية حدوث تقلبات قصيرة المدى مع بحث السوق عن توازن جديد بعد الارتفاعات الحادة الأخيرة.
وتشير بيانات رويترز ووول ستريت جورنال وفايننشال تايمز إلى أن الفضة تشهد مرحلة «تحول استراتيجي» لتصبح معدنًا صناعيًا رئيسيًا وأصلًا استثماريًا، مع توقع تداولها في نطاق 55–70 دولارًا للأوقية على المدى القريب.
وخلال عام 2025، شهدت الفضة موجة صعود غير مسبوقة، حيث تجاوزت الأوقية مستويات تاريخية جديدة مدفوعة بتوازنات السوق الهيكلية والعوامل الاقتصادية الكبرى، وزيادة الطلب الصناعي، بما في ذلك الاستخدام في الألواح الشمسية، المركبات الكهربائية، ومكونات الاتصالات. وارتفع سعر الفضة الفورية إلى 65 دولارًا للأوقية لأول مرة في التاريخ، مع مضاعفة قيمتها تقريبًا مقارنة ببداية العام، متفوقة بذلك على الذهب من حيث نسبة الارتفاع.
وتشير توقعات معهد الفضة العالمي إلى استمرار تسجيل عجز في العرض للسنة الخامسة على التوالي في 2025، ما يدعم الضغوط السعرية للصعود بشكل مستدام. كما عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية جاذبية الفضة كتحوط ضد المخاطر، فيما ساعد ضعف الدولار وتدفقات المستثمرين إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة على استمرار ارتفاع الأسعار.
ورغم الأداء الاستثنائي، تشير بعض التقارير إلى احتمال تباطؤ الطلب الصناعي نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، إلا أن الاستثمار في الفضة يظل كافيًا للحفاظ على مستويات الأسعار المرتفعة ومنع هبوطها الحاد.
وتبقى توقعات السوق لعام 2026 متفائلة، حيث رفع محللون من بنوك استثمار كبرى، من بينها بنك أوف أمريكا، توقعاتهم لسعر الفضة إلى حوالي 65 دولارًا للأوقية، مع استمرار الزخم الصعودي في ظل العوامل الهيكلية الداعمة للطلب على المدى المتوسط، مع وجود احتمالات لتقلبات سعرية قصيرة المدى.




