فيضانات غير مسبوقة تضرب بوليفيا: 20 قتيلًا ومدن معزولة وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة
شهدت بوليفيا واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة، بعدما أسفرت الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة عن مصرع ما لا يقل عن 20 شخصًا، وفق حصيلة أولية، وسط تحذيرات رسمية من احتمال ارتفاع عدد الضحايا مع تواصل عمليات البحث عن مفقودين جرفتهم السيول أو حاصرتهم الأنقاض.
وضربت الأمطار الاستثنائية مناطق واسعة من البلاد، ولا سيما إقليم سانتا كروز، حيث فاضت الأنهار بشكل مفاجئ، وعلى رأسها نهر بيراي، متسببة في تدمير منازل كاملة وجرف طرق وجسور حيوية، الأمر الذي أدى إلى عزل قرى ومدن بأكملها عن العالم الخارجي. وأكدت السلطات المحلية أن العشرات لا يزالون في عداد المفقودين، بينما تواجه فرق الإنقاذ تحديات كبيرة في الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب استمرار هطول الأمطار وتضرر البنية التحتية.
ولم تقتصر تداعيات الكارثة على الخسائر البشرية، إذ أدت الفيضانات إلى تشريد آلاف العائلات التي اضطرت إلى مغادرة منازلها هربًا من ارتفاع منسوب المياه. وتحولت المدارس والمراكز الرياضية إلى مراكز إيواء مؤقتة لاستقبال المتضررين، في وقت لحقت فيه أضرار واسعة بالأراضي الزراعية، ما ينذر بتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي في عدد من المناطق خلال الفترة المقبلة.
وفي مواجهة الوضع المتدهور، أعلنت الحكومة البوليفية حالة الطوارئ في المناطق الأكثر تضررًا، ودفعت بقوات الجيش والدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإجلاء وتقديم المساعدات الإنسانية، مستخدمة القوارب والمروحيات للوصول إلى المناطق المحاصرة.
وفي السياق ذاته، حذّر خبراء المناخ من أن ما تشهده بوليفيا قد يمثل مؤشرًا مقلقًا على تصاعد الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بالتغير المناخي، مؤكدين أن البلاد قد تكون عرضة لموجات فيضانات أشد عنفًا خلال السنوات المقبلة ما لم تُتخذ إجراءات وقائية عاجلة للحد من آثار هذه الكوارث.






