رئيس التحرير يكتب:"سمّوه سد الخراب "عبد العاطي تحدث بلسان كل المصريين
تصريحات غير مسبوقة لوزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي اليوم عن السد الاثيوبي٠
هدا التصريح أثلج صدر السواد الاعظم من المصريين لان وزير الخارجية تحدث بلسان كل مصري وأخيرًا وبعد طول انتظار، وبعد أكتر من عقد كامل من المهادنة والكلام الناعم في أخطر قضية وجودية مرت على مصر في تاريخها الحديث وبعد ما سامح شكري وزير الخارجية السابق طال إنتظار أن يقول تصريح قوي يتناسب مع خطورة القضية أو تصريح واحد قوي ضد سد المؤامرة الاثيوبي ، أخيرًا سمعنا كلام تقيل وكلام ليه معنى، كلام يقول إن في دولة فاهمة وخدت بالها، وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي طلع وقالها من غير لف ولا دوران٠
عبد العاطي، في ندوة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في بني سويف، تحدث بوضوح غير مسبوق عن التحديات التي تواجه الدولة المصرية من كل الاتجاهات، وعلى رأسها طبعًا السد الإثيوبي، ولأول مرة مسؤول بهذا المستوى يسمي الشئ بأسمه الحقيقي ويقولها صريحة: سمّوه سد الخراب مش سد النهضة، لأنه ببساطة سد بني وخلص من طرف واحد، ومن غير أي إتفاقات حقيقية، ومن غير ما حد يحترم حقوق مصر التاريخية ولا أمنها المائي.
هذا الكلام ليس مجرد توصيف إعلامي، هذا توصيف سياسي له دلالة كبيرة، معناه إن الدولة بطلت تجمّل الواقع، وبطلت تتكلم بلغة مجاملة على حساب حق شعب كامل في الحياة، لأن موضوع المياه ليس رفاهية بل مسألة وجود.
وخلّينا نفتكر إن بدر عبد العاطي قبل ذلك كان واضح جدًا عندما قال إن المفاوضات مع إثيوبيا إنتهت بشكل نهائي، وإن مصر لها كل الحقوق المشروعة إنها تحافظ على أمنها المائي بكل الطرق، وعندما سئل سؤال مباشر: هل تقصد تدخل عسكري؟ رد رد وقال: كل واحد يفهمها مثل مايفهمها٠
ماقاله السفير عبد العاطي اليوم يمثل تحول مهم في الخطاب السياسي المصري، ويعكس إن في موقف، وفي حسم، وفي إدراك حقيقي لحجم الخطر، والأهم إن في مسؤول لايخشي أحد يقول الحقيقة مثل ما هي، ويدافع عن حق المصريين من غير تردد.
الكلام هذا يستحق الدعم، ويستحق إننا نقف خلفه، لأن الذي يدافع عن مياه مصر يدافع عن حياة كل بيت مصري، والمرحلة هذه تحتاج وضوح وقوة، وليس مجالات ولا رسائل ناعمة٠





