تصعيد غير مسبوق في القدس.. الحريديم يهاجمون حافلة جنود ويصيبون 10 من الشرطة

شهدت مدينة القدس المحتلة، اليوم الخميس، تصعيدًا لافتًا في المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية واليهود المتشددين الحريديم الرافضين للخدمة العسكرية، أسفر عن إصابة 10 من أفراد الشرطة واعتقال 4 أشخاص، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المواجهات اندلعت عقب اعتقال أحد الحريديم وُصف بأنه «هارب من الخدمة العسكرية»، ما فجّر أعمال شغب واسعة في عدة مناطق بالقدس، شملت الهجوم على حافلة تقل جنودًا وإلقاء الحجارة والاعتداء على قوات الأمن.

وفي مؤشر على خطورة التطورات، أعلنت مصادر إسرائيلية استدعاء مروحية تابعة للشرطة للمشاركة في التعامل مع أعمال الشغب، في ظل تصاعد التوتر واتساع رقعة الاشتباكات.

وعلى الصعيد السياسي، علّق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على الأحداث، معتبرًا أنها تعكس «تقاعس الحكومة وتفكك مؤسسات الدولة»، فيما قال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المعارض، إن هجوم الحريديم على الشرطة جاء «لأن قيادة الدولة خاضعة لسلطتهم»، على حد وصفه.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد كشفت، في وقت سابق، أن الحريديم هددوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدعم حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة، حال عدم تسريع مناقشة مشروع قانون يعفيهم من التجنيد الإجباري.

وسبق أن لوّح حزبا «شاس» و«يهدوت هتوراه»، الممثلان للحريديم داخل الكنيست، بإسقاط الحكومة في حال عدم تمرير القانون، ما ينذر بأزمة سياسية حادة رغم أن الولاية الحالية للكنيست تنتهي في أكتوبر 2026.

ويواصل الحريديم احتجاجاتهم منذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الصادر في 25 يونيو 2024، والذي ألزمهم بالخدمة العسكرية ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها أداء التجنيد، وهو قرار فجّر واحدة من أعنف الأزمات الداخلية في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة.