الجمعة 19 ديسمبر 2025 | 02:15 م

تحقيق الجارديان يكشف: شركة بريطانية جنّدت مرتزقة كولومبيين للقتال مع «الدعم السريع» في السودان

شارك الان

كشف تحقيق استقصائي أجرته صحيفة «الجارديان» البريطانية عن تورط شبكة عابرة للحدود، تقودها شركات أسسها أشخاص خاضعون لعقوبات أمريكية، في تجنيد مئات المرتزقة الكولومبيين للقتال إلى جانب ميليشيا «الدعم السريع» في السودان، المتهمة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووفقًا للتحقيق، تشير سجلات حكومية بريطانية إلى ارتباط شقة سكنية تقع بالقرب من ملعب توتنهام هوتسبير شمال لندن بشبكة شركات متورطة في عمليات تجنيد جماعي لمقاتلين أجانب، جرى إرسالهم إلى السودان للمشاركة في النزاع الدامي الدائر هناك. وتوضح الصحيفة أن هذه الشبكة لعبت دورًا محوريًا في استقدام مرتزقة لصالح جماعات مسلحة متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة، من بينها عمليات قتل جماعي وتهجير قسري.

وأفادت «الجارديان» بأن مئات من أفراد الجيش الكولومبي السابقين جرى تجنيدهم للقتال في صفوف «الدعم السريع»، مشيرة إلى مشاركة مرتزقة كولومبيين بشكل مباشر في الهجوم على مدينة الفاشر جنوب غرب السودان أواخر أكتوبر الماضي. ووفق تقديرات محللين، أسفرت تلك العمليات عن موجة عنف غير مسبوقة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص، في واحدة من أكثر الفصول دموية في الصراع السوداني.

ومع تصاعد التقارير حول الفظائع المرتكبة، كشفت الصحيفة عن صلات مباشرة بين المرتزقة المشاركين في اقتحام الفاشر وعناوين مسجلة في العاصمة البريطانية. وأوضحت أن الشقة المشار إليها مسجلة باسم شركة «زيوز جلوبال»، التي أسسها شخصان من الجنسية الكولومبية، فُرضت عليهما عقوبات من وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي، لدورهما في توظيف مرتزقة كولومبيين وإرسالهم للقتال في السودان. وبيّنت أن الشخصين، وكلاهما في الخمسينيات من العمر، يقيمان حاليًا في بريطانيا.

وبحسب التحقيق، قامت شركة «زيوز جلوبال» بنقل عملياتها بشكل مفاجئ إلى وسط لندن في اليوم التالي لإعلان العقوبات الأمريكية، ونشرت لاحقًا تفاصيل عنوانها الجديد، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول آليات الرقابة على الشركات والأفراد الخاضعين لعقوبات دولية داخل المملكة المتحدة.

ويرى خبراء أن هذه القضية تطرح علامات استفهام جدية حول قدرة أشخاص أدانتهم الولايات المتحدة علنًا لدورهم في تأجيج الحرب في السودان على تأسيس وإدارة شركات داخل لندن. وعند استفسار الصحيفة من «سجل الشركات» البريطاني بشأن أنشطة «زيوز جلوبال» السابقة أو الحالية، لم يصدر أي رد، كما امتنعت الجهات الحكومية عن تأكيد ما إذا كان الأفراد الخاضعون للعقوبات يقيمون بالفعل في المملكة المتحدة.

ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن الشخصية المحورية في شبكة التجنيد الكولومبية لصالح «الدعم السريع» هو ألفارو أندريس كيخانو بيسيرا، وهو مواطن كولومبي–إيطالي متقاعد. وتتهمه الخزانة بلعب دور رئيسي في تجنيد جنود كولومبيين سابقين وإرسالهم إلى السودان، عبر وكالة توظيف مقرها بوغوتا شارك في تأسيسها. كما فرضت واشنطن عقوبات على زوجته، كلوديا فيفيانا أوليفروس فوريرو، لامتلاكها وإدارتها الوكالة نفسها، في إطار مساعٍ أمريكية لتجفيف مصادر تمويل وتجنيد المرتزقة في النزاعات المسلحة.

استطلاع راى

هل تؤيد منع الأطفال والمراهقين دون سن الـ 16 من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في مصر؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 5780 جنيهًا
سعر الدولار 47.59 جنيهًا
سعر الريال 12.69 جنيهًا
Slider Image