زيارة مدبولي للبنان ٠٠دعم مطلق وتعزيز الشراكة الاقتصادية وإعادة إعمار
جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إلى العاصمة اللبنانية بيروت،، في توقيت إقليمي دقيق، لتؤكد من جديد عمق العلاقات المصرية اللبنانية، وتعكس حرص مصر على دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية، والمساهمة الفاعلة في تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان.
واستُهلت الزيارة بمراسم استقبال رسمية بالسراي الحكومي، حيث كان في استقبال رئيس الوزراء، نظيره اللبناني الدكتور نواف سلام، أعقبها لقاء ثنائي، ثم جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، تناولت مختلف أوجه التعاون المشترك، إلى جانب القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما يعكس رغبة متبادلة في الانتقال بالعلاقات الثنائية إلى مرحلة أكثر فاعلية وتأثيرًا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره اللبناني، أن موقف مصر تجاه لبنان ثابت وداعم قيادةً وحكومةً وشعبًا، مشددًا على أن استقرار لبنان ووحدته الوطنية يمثلان ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة العربية بأسرها، كما جددت مصر رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية، ومطالبتها بالانسحاب الفوري وغير المشروط من جنوب لبنان، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يُمكّن الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، من بسط سيادتها على كامل أراضيها.
وأشاد الدكتور مصطفى مدبولي بجهود القيادة اللبنانية، وعلى رأسها الرئيس العماد جوزاف عون، والحكومة اللبنانية، في استعادة فاعلية مؤسسات الدولة، والعمل على تثبيت الاستقرار وصون السلم الأهلي، مؤكدًا أن مصر تنظر إلى لبنان باعتباره ركيزة محورية في المشرق العربي، وتحرص على دعمه سياسيًا واقتصاديًا في هذه المرحلة الدقيقة.
وشكّل الشق الاقتصادي محورًا رئيسيًا في الزيارة، حيث ترأس رئيسا وزراء البلدين جلسة مباحثات موسعة ركزت على تفعيل ما تم التوافق عليه خلال أعمال اللجنة العليا المصرية اللبنانية المشتركة التي انعقدت بالقاهرة في نوفمبر الماضي، والتي أسفرت عن توقيع نحو 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات اقتصادية وتنموية متعددة.
وأكد رئيس الوزراء استعداد الشركات المصرية، العامة والخاصة، للمشاركة في جهود إعادة إعمار لبنان، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والطاقة والكهرباء والغاز والاتصالات، مستندة إلى الخبرات التراكمية الكبيرة التي تمتلكها في تنفيذ المشروعات الكبرى.
كما عكست اللقاءات السياسية الموسعة، التي شملت رئيس الجمهورية اللبنانية بقصر بعبدا، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مستوى الثقة المتبادل بين البلدين، حيث نقل رئيس الوزراء تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا دعم مصر الكامل لسيادة لبنان ووحدة مؤسساته، في حين ثمّن المسؤولون اللبنانيون الدور المصري التاريخي في دعم لبنان، واعتبروه عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن والاستقرار، خاصة في الجنوب اللبناني.
وفي إطار دعم البعد الاقتصادي العملي، حرص رئيس مجلس الوزراء على لقاء ممثلي الهيئات الاقتصادية وغرفة التجارة والصناعة ببيروت، مؤكدًا أن مصر تنظر إلى لبنان ليس فقط كشريك سياسي، بل كشريك اقتصادي محوري واستراتيجي، وأن القطاع الخاص يمثل القاطرة الحقيقية للنمو.
واستعرض رئيس الوزراء التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وبناء البنية التحتية والمدن الجديدة، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز مليار دولار خلال عام 2024، رغم أنه لا يزال دون مستوى الطموحات، بما يفتح المجال أمام فرص واعدة لزيادة الاستثمارات والشراكات المباشرة.
وتمثل الزيارة دفعة قوية لمسار العلاقات الثنائية، سواء على المستوى السياسي عبر تعزيز الدعم المصري لاستقرار لبنان، أو على المستوى الاقتصادي من خلال الإسراع بتحويل الاتفاقيات الموقعة إلى مشروعات ملموسة، وتوسيع دور القطاع الخاص في البلدين ،كما تؤكد الزيارة استمرار الدور المصري كطرف إقليمي فاعل يدعم الحلول السياسية ويعزز فرص التعافي الاقتصادي في المنطقة.
ولعل زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى بيروت بعثت برسالة واضحة مفادها أن مصر ماضية في دعم لبنان دولةً وشعبًا، وأن الشراكة بين البلدين تتجاوز الأطر التقليدية للتعاون إلى تعاون عملي يستهدف تحقيق الاستقرار والتنمية في مرحلة إقليمية بالغة الحساسية.






