أوكرانيا والبرتغال تطلقان شراكة استراتيجية لإنتاج الطائرات البحرية بدون طيار

أعلنت أوكرانيا والبرتغال، اليوم السبت، التوصل إلى اتفاق جديد لإقامة شراكة استراتيجية في مجال إنتاج الطائرات البحرية بدون طيار، في خطوة تعكس تنامي التعاون الدفاعي والتكنولوجي بين البلدين، وتأتي في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها القارة الأوروبية، لا سيما في المجال البحري.

وجاء الإعلان عقب توقيع بيان مشترك بين الجانبين، خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع رئيس وزراء البرتغال لويس مونتينيجرو، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى أوكرانيا تُعد الأولى له منذ توليه منصبه. واعتبر الجانبان أن هذه الزيارة تمثل محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية وتعكس الدعم الأوروبي المتواصل لكييف.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية «يوكرينفورم»، إن الشراكة الجديدة في مجال إنتاج الطائرات البحرية بدون طيار تُعد من أكثر مجالات التعاون الدفاعي الواعدة في المرحلة الحالية، مؤكدًا أهمية الانتقال من الاتفاقات النظرية إلى تحقيق نتائج عملية وملموسة على أرض الواقع.

وأضاف زيلينسكي أن التطورات التكنولوجية الحديثة، وخاصة في مجال الطائرات بدون طيار، أصبحت عنصرًا أساسيًا في تعزيز القدرات الدفاعية وحماية الحدود البحرية، مشددًا على ضرورة امتلاك الدول الأوروبية أدوات دفاعية متطورة قادرة على مواجهة مختلف التهديدات الأمنية المحتملة.

من جانبه، أشار البيان المشترك إلى أن الشراكة بين أوكرانيا والبرتغال تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية لكلا البلدين، وتوسيع مجالات التعاون العسكري والتكنولوجي، مع التركيز على تطوير الأنظمة البحرية غير المأهولة وتبادل الخبرات الفنية والتقنية في هذا المجال الحيوي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي أوكرانيا المستمر لتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية، خاصة في ظل التوترات الأمنية المرتبطة بمنطقة البحر الأسود، التي تمثل أحد المحاور الاستراتيجية في الصراع القائم. 

وتسعى كييف من خلال هذه الشراكات إلى تقوية بنيتها الدفاعية وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي عبر توطين الصناعات العسكرية المتقدمة.

كما شدد الجانبان على أهمية التعاون الأوروبي المشترك في مجال الدفاع، معتبرين أن تطوير تقنيات الطائرات بدون طيار، سواء الجوية أو البحرية، يمثل أحد الركائز الأساسية لتعزيز الأمن الإقليمي والدفاعي لأوروبا ككل، وليس فقط للدول المنخرطة بشكل مباشر في النزاعات.

ويرى مراقبون أن الاتفاق الأوكراني البرتغالي يعكس توجهاً أوروبياً متزايداً نحو الاستثمار في التقنيات الدفاعية الحديثة، وفي مقدمتها الطائرات بدون طيار، باعتبارها أدوات فعالة منخفضة التكلفة نسبيًا، وقادرة على إحداث فارق كبير في موازين القوى، خاصة في البيئات البحرية المعقدة.