سياسة التخريب مستمرة.. الجرافات الإسرائيلية تهدم مبنى سكنيًا في القدس الشرقية وتشرد عشرات الفلسطينيين

 هدمت الجرافات الإسرائيلية، فجر اليوم الإثنين 22 ديسمبر 2025، مبنى سكنيًا مكوّنًا من أربعة طوابق في حي سلوان بالقدس الشرقية المحتلة، في عملية أدت إلى تشريد عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، وسط تنديد واسع من نشطاء ومؤسسات فلسطينية اعتبرت الهدم الأكبر من نوعه في المنطقة خلال العام الجاري.

ويقع المبنى قرب البلدة القديمة في القدس، ويتألف من 12 شقة سكنية كانت تأوي نحو 100 فلسطيني، في مشهد يعكس تصعيدًا جديدًا في سياسات الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدعوى البناء دون ترخيص.

وبحسب شهود عيان وصحفيين، بدأت ثلاث جرافات إسرائيلية عملية الهدم في ساعات الفجر الأولى، وسط انتشار مكثف لقوات الشرطة والأمن الإسرائيلية، التي طوقت الطرق المحيطة بالمبنى، وتمركزت على أسطح المنازل المجاورة، لمنع أي احتجاجات أو محاولات اعتراض.

وقال عيد شاور، أحد سكان المبنى، في تصريحات للصحافة الدولية، إن ما حدث كان صادمًا للسكان، موضحًا:"كسروا الباب بينما كنا نائمين، وأبلغونا أنه لا يُسمح لنا إلا بتغيير ملابسنا وأخذ الأوراق والوثائق الضرورية".

وأضاف شاور، وهو أب لخمسة أطفال، أن عائلته المكونة من سبعة أفراد لا تملك أي بديل سكني، مشيرًا إلى أنهم سيضطرون إلى النوم داخل سيارتهم بعد تدمير منزلهم بالكامل.

وتناثرت ممتلكات السكان وملابسهم في الشوارع المحيطة، في مشهد إنساني قاسٍ، عكس حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في القدس الشرقية نتيجة سياسات الهدم المتواصلة.

وأفاد نشطاء حقوقيون بأن المبنى شُيّد على أرض فلسطينية خاصة، وكان مهددًا بالهدم منذ فترة طويلة بحجة عدم الحصول على ترخيص بناء، وهي حجة كثيرًا ما تستخدمها سلطات الاحتلال في القدس الشرقية.