المتحف المصري الكبير يشهد حدثًا أثريًا استثنائيًا

يشهد المتحف المصري الكبير- اليوم - حدثًا أثريًا مهمًا، يتمثل في نقل ألواح مركب خوفو الثاني من مكان ترميمه داخل المتحف إلى موقع عرضه بمتحف مراكب خوفو، إيذانًا ببدء أعمال إعادة تركيبه أمام الجمهور.

هذه الخطوة تمثل إحياءً لأحد أهم مشروعات التراث العالمي المرتبطة بالهرم الأكبر، وتعكس حرص مصر على إبراز تاريخها الحضاري بطريقة علمية دقيقة أمام الزوار.

انطلاق المرحلة الثانية من مشروع ترميم مركب خوفو الثاني

يأتي هذا الحدث تتويجًا للمرحلة الثانية من مشروع استخراج وترميم وتجميع مركب خوفو الثاني، الذي انطلق عام 2022، بعد سنوات من العمل العلمي الدقيق الذي بدأ منذ عام 2008. شمل المشروع تجهيز موقع الحفرة بالكامل، وإنشاء معمل موقعي متخصص للترميم والتخزين والتوثيق، إلى جانب توظيف أحدث التقنيات مثل التصوير ثلاثي الأبعاد وتقنية الليزر سكان، لتسجيل وتوثيق القطع فور استخراجها.

أعمال الترميم والتحليل العلمي للمركب
وقد شهد المشروع تنفيذ أعمال الترميم الأولي والتدعيم داخل الحفرة، قبل نقل الألواح الخشبية إلى المعامل المخصصة لاستكمال أعمال الترميم.

وتم إجراء تحاليل علمية ومعملية داخل مصر وخارجها لتحديد مظاهر التلف ووضع خطط المعالجة المناسبة، وأسفرت هذه الجهود عن استخراج نحو 1698 قطعة خشبية من داخل 13 طبقة بالحفرة، جرى نقلها بالكامل إلى المتحف المصري الكبير تمهيدًا لإعادة تجميع المركب أمام الجمهور.

استكمال رواية التاريخ بعد اكتشاف مراكب خوفو
ويأتي هذا المشروع امتدادًا لما كشف عنه عام 1954 من اكتشاف حفرتين لمراكب الملك خوفو جنوب الهرم الأكبر، حيث أُعيد آنذاك تركيب المركب الأول بعد أن ظل مدفونًا لما يقرب من خمسة آلاف عام، قبل نقله عام 2021 إلى مقر عرضه الدائم بالمتحف المصري الكبير. 

ويُعد بدء تجميع مركب خوفو الثاني استكمالًا طبيعيًا لهذا الاكتشاف التاريخي، وجمعًا بين العلم والأثر والتاريخ في موقع واحد، ليصبح المتحف المصري الكبير منصة حقيقية لإعادة إحياء تاريخ مصر الفرعوني أمام الزوار من جميع أنحاء العالم.