بعد غموض مصير طائرته فوق أنقرة.. ماذا نعرف عن رئيس الأركان الليبي محمد الحداد؟
يسود الغموض مصير رئيس أركان الجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد علي الحداد، بعد فقدان الاتصال بالطائرة التي كانت تُقله أثناء تحليقها فوق العاصمة التركية أنقرة، وسط تضارب الأنباء حول ملابسات الحادث، في ظل غياب أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي ما تم تداوله حتى الآن.
وتزامن انقطاع الاتصال مع تقارير غير مؤكدة عن سماع دوي انفجار، وحديث عن طلب الطائرة هبوطًا اضطراريًا قبل اختفائها عن شاشات الرادار، الأمر الذي فتح الباب أمام تساؤلات واسعة بشأن سلامة رئيس الأركان ومرافقيه.
من هو محمد الحداد؟
يشغل محمد علي الحداد منصب رئيس الأركان العامة للجيش الليبي منذ عام 2021، ويُعد من أبرز القيادات العسكرية التي برزت في مرحلة ما بعد الصراع على العاصمة طرابلس، حيث لعب دورًا رئيسيًا في مساعي إعادة تنظيم المؤسسة العسكرية ومحاولات توحيدها.
وجاء تعيينه بقرار من المجلس الرئاسي الليبي، عقب ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، متعهدًا منذ توليه المنصب بالعمل على تأسيس جيش ليبي نظامي موحد، قادر على حماية وحدة البلاد وسيادتها.
وارتبط اسم الحداد بملف اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، التي مثّلت أحد أهم مسارات تثبيت وقف إطلاق النار، وساهمت في فتح قنوات التنسيق العسكري بين شرق ليبيا وغربها، بدعم من الأمم المتحدة وعدد من الأطراف الدولية.
كما شارك في لقاءات موسعة مع رئيس أركان قوات القيادة العامة الفريق أول عبد الرازق الناظوري، برعاية إقليمية ودولية، كان من أبرزها اجتماعات القاهرة وروما، والتي ركزت على تأكيد وحدة الأراضي الليبية، وتأمين الحدود، وبلورة رؤية مشتركة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية.
ونسج رئيس الأركان الليبي علاقات عسكرية مع عدة دول، في مقدمتها تركيا، حيث زار في أغسطس 2021 إحدى الفرقاطات التركية قبالة السواحل الليبية، ضمن مهام بحرية مشتركة، في خطوة أثارت حينها جدلًا داخليًا واسعًا.
كما وقّع في مارس 2023 اتفاقًا عسكريًا مع إيطاليا في العاصمة روما، استهدف تدريب القوات الخاصة الليبية وتعزيز التعاون الأمني في منطقة البحر المتوسط.
وعلى الصعيد الأميركي، أجرى في يوليو 2024 مباحثات مع قيادات من القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، تناولت دعم توحيد الجيش الليبي وتعزيز أمن الحدود.
يأتي اختفاء الطائرة في توقيت دقيق تشهده ليبيا، في ظل جهود سياسية وأمنية متواصلة لإنهاء الانقسام وإعادة الاستقرار، ما يمنح الحادث أبعادًا تتجاوز الجانب الأمني، ويزيد من أهمية الكشف عن تفاصيله بشكل رسمي.
وحتى اللحظة، لا تزال المعلومات المتداولة غير مؤكدة، ويبقى مصير رئيس الأركان الليبي محمد الحداد معلقًا بانتظار بيانات رسمية توضح حقيقة ما جرى، وتضع حدًا لحالة الترقب والتكهنات التي تسود المشهد.

.jpg)
.jpg)


.jpg)
