السيد سالم يحذر من احتمالات التأثيرات المستقبلية لموجات السونامي على سواحل مصر

 أكد الدكتور السيد محمد سالم، الخبير الجيولوجي ومدير عام الجيوفيزياء بالهيئة العامة للمساحة الجيولوجية الأسبق في تصريح خاص لـ (مصر الآن ) ، إن التغيرات المناخية والنشاط الزلزالي في مناطق حوض البحر المتوسط قد يجعلان الشواطئ المصرية عرضة مستقبلاً لتأثير موجات سونامية، مشيراً إلى أن دراسات علمية حديثة ترجح احتمال تعرض البحر المتوسط لموجات سونامية يصل ارتفاعها إلى متر أو أكثر خلال الثلاثين عامًا المقبلة.
وأضاف سالم أنه منذ تسعينات القرن الماضي درس الرسوبيات الناتجة عن موجات سونامية قديمة، ونجح في تقديم بحث علمي في هذا المجال قبل وقوع زلزال سومطرة 2004، مؤكداً أن هذا الموضوع أصبح اليوم أكثر أهمية مع تزايد الظواهر الطبيعية العنيفة عالميًا. وأوضح أن عوامل خطورة الموجة تعتمد على زمنها الدوري وارتفاعها وعمق المياه، وهو ما يحدد مدى اختراقها للشواطئ والتأثير على المنشآت الساحلية.
وتطرق الدكتور السيد سالم إلى المشروعات القومية المصرية مثل قناة السويس والمناطق السياحية والمفاعل النووي بالضبعة، مؤكداً أن تصميم قناة السويس تضمن إنشاء حواجز أمواج ببورسعيد للحد من تأثير التيارات البحرية، حيث تم عمل حاجزين أمواج الأول بطول 1900 متر وإرتفاعة 1 متر والثاني طولة 2500 متر وإرتفاعة 2 متر يعملان علي حجز الأمواج وجعل المياة هادئة داخل المجري الملاحي ولمنع الرواسب والرمال التي تدفعها التيارات البحرية  والتي من السهل تأثيرها علي عمق القناة كممر مائي فالتكوين الحالي للقناة كممر مائي من شأنة أن يستوعب المخاطر العادية للأمواج البحرية ولكن هل سوف يكون للأمواج السونامية التي سوف تأتي من البحر المتوسط في المستقبل تأثير علي ما قامت بة مصر من إنشاءات علي السواحل المصرية ؟ وشدد على ضرورة استمرار العمل بنظم الرصد المبكر ووضع سيناريوهات للتعامل مع أي طوارئ محتملة.
وأكد سالم أن وضع خطط احترازية وخرائط لمناطق التأثر المحتمل وتوعية السكان يمثل ضرورة علمية ووطنية، داعيًا إلى مواصلة الدراسات العلمية والمحاكاة الرقمية لتقييم المخاطر والعمل على تعزيز قدرة السواحل المصرية على مواجهة أي تغيرات طبيعية مستقبلية.
وختم حديثه قائلاً: "لا نتمنى أن يحدث أي مكروه لوطننا، لكن الواجب العلمي يفرض علينا الدراسة والاستعداد"، مؤكدًا أنه سيواصل طرح المزيد من التحليلات العلمية في هذا الملف خلال الفترة المقبلة.