بركات لـ " مصر الآن "ترقب حذر وتحركات محسوبة في سوق الذهب المصري

 قال الدكتور وائل بركات الخبير الاقتصادي أن أسعار الذهب في مصر شهدت صباح اليوم الأحد بداية تعاملات عند مستويات مرتفعة نسبيًا، استمرارًا للموجة الصعودية التي شهدتها الأسواق خلال تعاملات السبت، حيث زادت الأسعار بنحو 35 جنيهًا للجرام في المتوسط لمختلف الأعيرة. هذه الحركة لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياق العام الذي يمر به سوق الذهب، سواء على المستوى العالمي أو المحلي، إذ بات المعدن الأصفر يتحرك باعتباره مؤشرًا حساسًا لحالة القلق الاقتصادي وتوازنات الثقة في الأسواق.

وأضاف بركات إنه ورغم توقف التداول في البورصات العالمية مع العطلة الأسبوعية، فإن السوق المحلية دخلت تعاملاتها الصباحية على وقع ترقب واضح من المستثمرين والمتعاملين، انتظارًا لما ستسفر عنه تحركات الأوقية العالمية مع عودة التداول، وكذلك أي تطورات محتملة في سعر صرف الدولار. هذا الترقب يعكس حالة حذر واعٍ، حيث لم يعد قرار البيع أو الشراء قائمًا على السعر فقط، بل على قراءة أوسع للمشهد الاقتصادي.

وأشار إلى أنه وفي هذا الإطار، سجل الجنيه الذهب، الذي يعكس بصورة مباشرة حركة عيار 21 الأكثر تداولًا، مستوى 48,560 جنيهًا للبيع و48,280 جنيهًا للشراء من المستهلك، دون احتساب المصنعية أو الدمغة أو الضريبة. أما على مستوى الأعيرة المختلفة، فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6,937 جنيهًا للبيع و6,897 جنيهًا للشراء، فيما سجل عيار 21 نحو 6,070 جنيهًا للبيع و6,035 جنيهًا للشراء، وعيار 18 نحو 5,203 جنيهات للبيع و5,173 جنيهًا للشراء، بينما بلغ عيار 14 نحو 4,047 جنيهًا للبيع و4,023 جنيهًا للشراء، مع التأكيد على أن الأسعار قد تختلف من محل إلى آخر وفقًا لقيمة المصنعية والدمغة والضريبة.

واردف أنه واقتصاديًا، تعكس هذه المستويات استمرار ارتباط السوق المصرية بالأسعار العالمية للأوقية، إلى جانب تأثير سعر الصرف المحلي، فضلًا عن توازنات العرض والطلب داخل السوق. الذهب في مصر لم يعد مجرد سلعة استهلاكية، بل تحول إلى أداة ادخار وتحوط في نظر شريحة واسعة من المواطنين، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تفرضها المتغيرات الاقتصادية العالمية.

وقال أن متعاملون في سوق الصاغة أشاروا إلى أن الحركة الصباحية اتسمت بالهدوء النسبي، مع وجود فئة من المستثمرين تميل إلى الشراء على المستويات الحالية تحسبًا لموجات صعود جديدة، في مقابل فئة أخرى تفضل الترقب انتظارًا لإشارات أوضح من الأسواق العالمية وتحركات الدولار. هذا التباين في السلوك يعكس نضجًا نسبيًا في قرارات المتعاملين، حيث باتت القراءة التحليلية عاملًا أساسيًا في اتخاذ القرار.