الاحتلال الإسرائيلي ينفي وجود اتفاق مع «أرض الصومال» بشأن تهجير فلسطينيي غزة
نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأحد، بشكل قاطع وجود أي اتفاق مع إقليم «أرض الصومال» لاستيعاب الفلسطينيين الذين يُزعم تهجيرهم من قطاع غزة، وذلك في ظل تصاعد الجدل الإقليمي والدولي عقب إعلان إسرائيل الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة.
ويأتي هذا النفي بعد موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة في العالم العربي، أعقبت الإعلان الإسرائيلي الاعتراف بـ«أرض الصومال»، حيث أثارت الخطوة مخاوف من ارتباطها بمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهي مزاعم سارعت تل أبيب إلى نفيها رسميًا.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن الاعتراف الإسرائيلي قوبل بإدانات عربية شديدة، في حين التزمت دولة الإمارات موقف الصمت حيال هذه الخطوة، وفق ما أوردته الصحيفة.
إدانات عربية واسعة وتحرك صومالي دولي
وأصدرت عدة دول عربية وإقليمية، من بينها مصر، والسعودية، وتركيا، وقطر، والكويت، والعراق، وليبيا، والسودان، واليمن، وإيران، بيانات رسمية أدانت فيها الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال»، مؤكدة دعمها الكامل لوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها، ورفضها أي محاولات تمس الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
كما أعلنت الحكومة الصومالية عزمها التقدم بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، من المقرر أن تُعقد يوم الاثنين المقبل، لمناقشة التداعيات السياسية والقانونية الخطيرة للاعتراف الإسرائيلي، واعتباره انتهاكًا صريحًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
كشف عن زيارة سرية وتعزيز التعاون
وفي تطور لافت، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن رئيس «صوماليلاند» عبد الرحمن محمد عبد الله قام بزيارة سرية إلى إسرائيل خلال الصيف الماضي، حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، ووزير الدفاع، ورئيس جهاز الموساد.
وأوضح ساعر أن هذه اللقاءات هدفت إلى تعزيز أوجه التعاون بين الجانبين، دون الخوض في تفاصيل إضافية بشأن طبيعة هذا التعاون أو مستقبله.
أهمية الموقع الجغرافي ودوافع الاعتراف
من جهته، أشار مصدر سياسي إسرائيلي إلى أن الموقع الاستراتيجي لإقليم «أرض الصومال» كان عاملًا حاسمًا في قرار الاعتراف، نظرًا لإطلالته على البحر الأحمر وخليج عدن، وامتلاكه ساحلًا طويلًا قريبًا من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية العالمية، والذي يمر عبره نحو 12% من حجم التجارة الدولية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الإسرائيلية قد تحمل أبعادًا جيوسياسية تتجاوز الإطار الثنائي، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، ما يثير مخاوف من انعكاساتها على الأمن الإقليمي والدولي.

-1.jpg)
.jpg)

