حكايات التاريخ.. مسجد السلطان المؤيد شيخ
مسجد السلطان المؤيد شيخ في القاهرة مصر، أحد أهم المساجد الإسلامية التاريخية التراثية بالقاهرة، بُني المسجد في عصر المماليك الجراكسة، ويقع تحديدًا في شارع المعز لدين الله الفاطمي.
شيده المؤيد أبي النصر سيف الدين عام 1421م، وبدأ البناء تحديدًا في 1415م، وكانت مساحة المكان المخصص للصلاة في المسجد حوالي 2750 متر مكعب، يوجد في المسجد عدد واحد من القباب وعدد 2 من المآذن.
توفي المؤيد في عام 1421م وكانت قبة المسجد مازالت تحت البناء، وتم الانتهاء من القبة في رمضان في نفس العام الذي توفى به المؤيد، وبعد الانتهاء من بناء القبة كان هناك الكثير من الملحقات الخاصة بالجامع لن تكن انتهت فعليًا، ويوجد في الجامع ضريحين الأول للسلطان المؤيد والثاني لأبنائه، وكان الموقع الخاص بالمسجد قديمًا "خزانة شمائل" وأصبح اسم الموقع في الوقت الحالي بمنطقة الدرب الأحمر الموجود في حي وسط القاهرة، وفي المسجد يوجد 4 حدود والحد الجنوبي للجامع يُطل على شارع المعز لدين الله، بينما يطل الجانب الشمالي الشرقي على شارع يُسمى "الأشرقية".
منشئ جامع السلطان المؤيد أسمه بالكامل المؤيد أبو النصر سيف الدين شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري، وأصله جركسي، ولقب المؤيد بالشيخ المحمودي لأنه تعلم عند الخواجة “محمود شاه اليزدي”، ولقب أيضًا بالظاهري، وذلك بسبب “الظاهر برقوق” والذي اعتنى به، كما لقب بأبي النصر، وذلك بسبب النصر الذي استطاع أن يحققه في جميع خطوات حياته، قام الظاهر برقوق بتعليم المؤيد فنون القتال والفروسية والرمح وكذلك السيف والمصارعة، وتم تعيينه في عام 802 هجريًا نائبًا على طرابلس، ونظرًا لدهاء السلطان تمكن من أن يكون سلطان على مصر، وكان السلطان معروف بشجاعته والمحبة لأهله وحبه للعلم، وكان يحب العمارة حتى أنه قام بإنشاء منار في مسجد الأزهر.
تم تعيين "بدر الدين بن محب الدين الاستادار" مشرف على المسجد كما عين "الأمير ططر" وهم من المهندسين الماهرين، وحاول السلطان قديمًا في بناء المسجد في موقع يعرف باسم "خزانة شمائل"، ولكن الأمير حينها قام بشراء الموقع وهدم كل ما بُني من المسجد، وبعد ذلك في عام 818 هجريًا تم البدء في أساسات المسجد مرة أخرى ولكن في منطقة أخرى وهي التي يوجد عليها المسجد في الوقت الحالي، وكانت نفقات المسجد في بادئ الأمر 40 ألف دينار لكن زادت التكلفة بعد ذلك، ونقل مكتبة كبيرة كانت موجودة في القلعة إلى مسجد، بالإضافة إلى 500 مجلد من الكاتب "ناصر الدين محمد البارزي".
يوجد بالمسجد 4 إيوانات وتم تجديد ثلاثة وجهات منها، ويوجد واجهة من الأربعة ما زالت حتى الآن محتفظة برونقها التاريخي القديم، والإيوانات عبارة عن شبابيك مصنوعة من الرخام، ويوجد مدخل واسع جدًا له درج مزدوج مصنوع من الرخام الملون، والمدخل يأتي من قطعتين كبيرتين مصنوعة من الجرانيت الأحمر، ويأتي من داخل المدخل رخام من اللون الفيروزي والأحمر.