حكايات التاريخ.. جامع آق سنقر أشهر جامع أزرق
جامع آق سنقر الذي يشتهر بالجامع الأزرق، ويعتبر أحد "المساجد الزرقاء" في العالم، يقع المسجد في حارة التبانة بالقاهرة الإسلامية، بين باب زويلة وقلعة صلاح الدين، ويضم المسجد ضريح مؤسسة شمس الدين آق سنقر، وأبنه، وعدد من أبناء سلطان المماليك البحرية الناصر محمد، ومرممه الرئيسي إبراهيم أغا.
بُني الجامع الأزرق بين عام 1346 و1347، بالقرب من قلعة الجبل فيما بين باب الوزير والتبانة وكان موضعه في القديم مقابر أهل القاهرة وأنشأه الأمير آق سنقر الناصريّ وبناه بالحجر وجعل سقوفه عقودًا من حجارة ورخمه واهتم في ثنائه اهتمامًا زائدًا حتى كان يقعد على عمارته بنفسه ويشيل التراب مع الفعلة بيده ويتأخر عن غدائه اشتغالًا بذلك وأنشأ بجانبه مكتبًا لإقراء أيتام المسلمين القرآن وحانوتًا لسقي الناس الماء العذب ووجد عند حفر أساس هذا الجامع كثيرًا من الأموات وجعل عليه ضيعة من قرى حلب تغلّ في السنة مائة وخمسين ألف درهم فضة عنها نحو سبعة اَلاف دينار وقرّر فيه درسًا فيه عدة من الفقهاء وولى الشيخ شمس الدين محمد بن اللبان الشافعيّ خطابته وأقام له سائر ما يحتاج إليه من أرباب الوظائف وبنى بجواره مكانًا ليدفن فيه ونقل إليه ابنه فدفنه هناك.
في عام 815 ه، أنشأ في وسطه الأمير طوغان الدوادار بكرة ماء، وسقفها ونصب عليها عمدًا من رخام لحمل السقف أخذها من جامع الخندق فهدم الجامع بالخندق من أجل ذلك، وصار الماء ينقل إلى هذه البركة من ساقية الجامع التي كانت للميضأة فلما قبض الملك المؤيد شيخ الظاهريّ على طوغان في يوم الخميس تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست عشرة وثمانمائة وأخرجه إلى الإسكندرية واعتقله بها أخذ شخصٌ الثور الذي كان يدير الساقية فإن طوغان كان أخذه منه بغير ثمن كما هي عادة أمرائنا فبطل الماء من البركة.