الأحد 2 أبريل 2023 | 11:32 ص

حكايات التاريخ.. مسجد الأقمر طراز معماري فريد

شارك الان

أحد مساجد القاهرة الفاطمية، في شارع النحاسين، وقد بناه الوزير المأمون البطائحي بأمر من الخليفة الآمر بأحكام الله أبى على منصور سنة 519هـ، إنه مسجد الأقمر، أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته على تصميم هندسي خاص. 
في تاريخه، يروي المقريزي أن المسجد بنى في مكان أحد الأديرة التي كانت تسمى بئر العظمة، لأنها كانت تحوي عظام بعض شهداء الأقباط، وهي حكاية تاريخية أثبتت الحفائر الأثرية اللاحقة عدم دقتها، وسمي المسجد بهذا الاسم نظرًا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر، ويشبه في اسمه مساجد فاطمية أخرى سميت بأسماء منيرة مثل الأنور والأزهر.
يعد الأقمر أول مسجد واجهته موازية لخط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن، ذلك لكى تصبح القبلة متخذة وضعها الصحيح ولهذا فإن داخل الجامع منحرف بالنسبة للواجهة، وهو مكون من صحن صغير مربع مساحته عشرة أمتار مربعة تقريبا يحيط به رواق واحد من ثلاثة جوانب وثلاثة أروقة في الجانب الجنوبي الشرقي أي في إيوان القبلة. 
بناه الوزير الفاطمي المأمون البطائحي تحت حكم الخليفة الآمر بأحكام الله، خدم المأمون خلال فترة أزمة سياسية وروحية كبيرة للخلافة الفاطمية، حيث لم يكن قد مضى وقت طويل منذ الحملة الصليبية الأولى، وبدأ عددًا من الإصلاحات وأعاد الجوانب الاحتفالية للخلافة، سواء في القصور أو في الأماكن العامة. 
كما قام بعمل تجديدات أخرى على القصور الفاطمية الكبرى، وكان المأمون قد نشأ فقيرا بعد وفاة والده، وقبل أن يتم تعيينه من قبل الوزير الأفضل شاهنشاه "سلفه"، كان يعمل في وظائف منخفضة الأجر ورد أنها تضمنت تعلم مهارات البناء، وربما ساعدته هذه التجربة المبكرة في تحقيق إنجازاته المعمارية اللاحقة.
بني الجامع في الزاوية الشمالية الشرقية للقصر الفاطمي الشرقي الكبير، ليخدم كلا من الحي وسكان القصر، ومن المحتمل أن يكون قربه من القصر أحد الأسباب التي جعلته لا يشمل مئذنة، وذلك لمنع أي شخص يتسلق المئذنة من النظر داخل قصور الخليفة.
في عام 1993م، تم تجديد المسجد بصورة كبيرة من قبل البهرة الداودية، وشمل ذلك استبدال محراب السالمي وعمل محراب جديد من الرخام وإعادة إعمار النصف الجنوبي من الواجهة الخارجية وجعله مشابها للنصف الشمالي الباقي، انتُقِد هذا التجديد لتضحيته ببعض العناصر التاريخية للمسجد، وخاصة في الداخل، ووصف المسجد بأنه أثر تاريخي "ابتكاري" ومؤثر في التاريخ المعماري للقاهرة، ويعد ملحوظًا لميزتين على وجه الخصوص وهما زخرفة واجهته وتصميم الأرضية.