الاثنين 28 نوفمبر 2022 | 10:36 ص

"مصر الان "وحكاية سلطان العاشقين


رت العادة في شوارعنا وحوارينا ومدنا وقرارنا ونجوعنا أن كل منطقة لها شيخ إلا بولاق أبو العلا و لها سلطان .. كلنا بنسمع عن السلطان ابو العلا.. وفى طريقنا من بولاق للزمالك بنمر على مسجد السلطان ابو العلا ..
لكن تعرف مين هو السلطان ابوالعلا..وكان سلطان فين وايمتا وعمل ايه ؟
وتعرف ليه حاول أنصار حازم أبواسماعيل في 17 ديسمبر 2012، مهاجمة الضريح الموجود بالمسجد الاثرى وهدمه ؟
"نسمع من القص التاريخي رشدي الدقن" حكاية السلطان أبوالعلا .
البداية علي لسان الدقن هي أن السلطان أبوالعلا عمره ما كان فى يوم من الايام سلطان ولا ملك .. كان راجل طيب متصوف نسبه يرجع إلى الإمام على بن ابى طالب كرم الله وجهه ... وعشاقه ومحبيه سموه السلطان . اسمه العارف بالله الحسين أبو علي..والصوفيين هما اللى سموه سلطان العاشقين ..
السلطان أبوالعلا اتولد فى مكة ونزل مصر وعاش فيها واختار المكان ده علشان يقيم فيه ..وكان مجرد زاوية صغيرة يصلى فيها التجار والأعيان .. وفور وصول " الحسين أبو علي" وكانت صلاة الظهر  تراجع إمام الزاوية وقدمه ليؤم الناس فى الصلاة وقال له "لقد اعتليت العلاء يا أبو علي". ومن ساعتها سماه الناس السلطان  أبوالعلاء .
السلطان أبوالعلا بنى لنفسه خلوة فى نفس المكان ..وعاش فيها يتعبد ..وزاهد فى الدنيا لمدة   40 سنة متصلة ..
مسجد السلطان أبو العلا بناه العاشقين للسلطان ابوالعلا بعد وفاته سنة 890هـ-1486م فى نفس المكان الذى عاش فيه وأوصى أن يدفن فيه .
السلطان أبوالعلا كان له كرامات كتير أهمها قدرته أن يظل فى خلوته 40 سنة  يتعبد ويذكر الله ..لا يخرج 
ولا يريد أن يعرف أى شئ عما يدور فى الخارج ..ورغم ذلك كان يعرف كل شئ ويعرف لماذا يزوره الناس ويقول لهم ما يفكرون فيه ..ويجيب على اسئلتهم قبل ان يسألوا....وذكر مقربين له أن من كراماته أيضا  قدرته على تحويل التراب إلى ذهب.
كرامات السلطان أبوالعلا لم تتوقف بوفاته بل ظلت ممتدة فى تلاميذه .. ويذكر مريدى السلطان ومحبيه أنه حذر من كوبرى أبوالعلا الواصل بين بولاق والزمالك فور الإنتهاء من انشائه ..
والحكاية تقول  كما يرويها لنا المؤرخ الدقن أن السلطان أبوالعلا.. زار أحد عشاقه فى المنام وطلب منه ان يحذر الناس من فتح وغلق الكوبرى لمرور البواخر ..وذهب هذا الرجل للمسئولين وحذرهم فسخروا منه ...وبعد تسليم الكوبرى اكتشفوا خطأ فى التصميم الهندسى و أن هناك خطورة من فتح وغلق الكوبري يوميًا أمام عبور بواخر التجارة .
" الكرامات " كانت السبب الرئيسى لمحاولة أنصار حازم أبو اسماعيل  فى 2012 هدم الضريح الموجود بالمسجد وحاولوا محاصرته وهدمه لمعارضتهم للفكر الصوفي واتهام المتصوفين بالكفر والإلحاد وتصدى أهالي بولاق لأولاد أبو إسماعيل وطردوهم من المنطقة ونظموا دوريات حراسة للمسجد والضريح ، واتفقوا على إقامة اللجان الشعبية باستمرار وبالتناوب بين أهالي المنطقة.. وأعتبر أهالى بولاق  ما حدث  وفشل محاولات هدم الضريح كرامة جديدة من كرامات السلطان .
مش قلت لكم ..لكل منطقة شيخ إلا بولاق لها سلطان ..