هيئة الكتاب تصدر «شرح مشكلات المفصل» بسلسلة التراث الحضاري
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري، كتاب «شرح مشكلات المفصل» لـ محمد بن الحاجي الهروي، تحقيق مهتدي فتحي عبد الصمد.
وفي تقديم الكتاب تقول الكاتبة سلوى بكر، رئيس تحرير السلسلة: «تعاني اللغة العربية الراهنة جملة مشكلات بعضها يعود إلى هذه اللغة ذاتها، إذ أنها لغة تراكمت دون انقطاع ما يزيد عن ألفي سنة، فتراكبت وتعقدت، بفعل السياقات التاريخية، والتداول، والاستخدام؛ فانبثقت عنها لهجات عديدة، كما أن المناخات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة لتخلف العرب المزمن، أدّى كل هذا إلى عجز اللغة العربية عن مواكبة المستجدات الحضارية المتغيرة دومًا بفعل التقدم العلمي والتقني، ولا يمكن إغفال أن المختصين بالعربية من أبنائها انتاب معظمهم الجمود وضيق الأفق، فلم ينشغلوا بلغتهم الجميلة انشغال الحريص الغيور على تجديد هذه اللغة، وجعلها أكثر مرونة، ومطواعية لمتطلبات العصر الحديث، وقد أدّى كل ذلك وغيره إلى بؤس لغوي، وضحالة معرفية بالعربية تفشى عبر التعليم المتخلف المنتج لأجيال ضاعت على ألسنتها العربية الأصيلة.
وتاهت عبر متاهات اللغات الأخرى الأجنبية المختلفة، فصارت الجملة المنطوقة على الألسن تُركب من مفردات عربية وأجنبية، وباتت اللهجات العربية المتباينة هي لغة الإعلام المرئي والمسموع الآن، وقد صعب النطق على بعضهم بلغته الأصيلة، وربما لهذه الأسباب مجتمعة، ولشجون كثيرة أخرى تتعلق باللغة العربية ويطول شرحها.
رحبت سلسلة التراث الحضاري بنشر كتاب شرح مشكلات المفصل لمحمد بن الحاجي الهروي، وهو بالحقيقة كتاب على كتاب واحد من سدنة اللغة العربية، وهو الزمخشري صاحب كتاب المبحوث من قبل الهروي، والذي تعدد شراحه من غيره أيضا، وقد قيل عن هذا الكتاب" "إذا ما أردت النحو هاك مُفصلًا.. عليك من الكتب الحسان مفصلاً"».
وتابعت: «والهروي صاحب كتاب شرح مشكلات المفصل، لم يُعرف عنه الكثير، ولم يُترجم له، على عكس الزمخشري صاحب كتاب المفصل فقد ترجم له، وعرف عن شخصه، وشيوخه الكثير، وقد فصل مهتدي فتحي عبد الصمد الكثير عن الكتاب، وصاحبه فأضفى علمًا على علم، وأسبغ شرحًا على شرح».