القطاع الخاص الدولي قلق للتهديدات التي تواجه التجارة العالمية بسبب كورونا
وقعت الغرف التجارية والصناعية والزراعية الاقليمية والدولية علي الاعلان المشترك للغرف التجارية الاقليمية والدولية تحت عنوان "مستقبل مشترك"، وذلك على هامش فعاليات الأسبوع الاقتصادي المتوسطي، الذي عقد ببرشلونه يعربون فيه عن مخاوف وقلق القطاع الخاص من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وما بعد كورونا.
وقع على الاتفاقية اتحادات غرف التجارة والصناعة المتوسطية، واتحاد الغرف العربية، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة والمهن الأفريقية، ورابطة غرف التجارة والصناعة الأوروبية، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة، ورابطة غرف التجارة والصناعة والخدمات الأيبيرية الأمريكية، واتحاد الغرف العالمية.
صرح أحمد الوكيل، رئيس اتحاد غرف البحر الأبيض المتوسط "اسكامي" ورئيس الغرفة التجارية بالاسكندرية، بأن الإعلان المشترك الذي تم التوقيع عليه من رؤساء وممثلي اتحادات الغرف الإقليمية والدولية نص على أن العالم يقف عند مفترق طرق ويجب على الحكومات والشركات التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد وتعلم كيفية التنقل في عالم تغيرت فيه عادات العمل تمامًا.
استكمل أصبحت أزمة المناخ أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، ولا تزال التهديدات التي تواجه التجارة الدولية والتعاون العالمي قائمة، وأن التعاون والحوار المفتوح والبناء ضروريان لضمان نجاح وازدهار الأجيال المقبلة.
قال الوكيل إن عالم ما بعد COVID-19 والحرب الأوكرانية، يتطلب التعاون المشترك في قطاع الأعمال الدولية من خلال العمل معًا، وتبادل المعرفة، واستخدام الخبرات المشتركة، ويمكن من خلال الغرف التجارية تحقيق أهداف مشتركة، وتحسين القدرة التنافسية، وتعزيز الشركات من خلال اتباع استراتيجيات مستقبلية تمهد الطريق للنمو المستدام كما أن الشراكة مطلوبة لتحقيق الأهداف والتقدم وهذا هو الطريق الصحيح.
جاء في بيان صادر عن تجمع الغرف بأن الإعلان المشترك يؤكد أن القطاع الخاص بأكمله يشعر بقلق عميق بشأن العواقب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للوباء والحرب في أوكرانيا، واصفا إياها بالصدمة الهائلة وغير المتوقعة ومأساوية للرعاية الاجتماعية والنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.
أضاف أن الجميع لايعرف ما إذا كان كل شيء سيرجع كما كان قبل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، ولكن المؤكد أن العواقب ستكون طويلة الأمد ويجب التعامل معها برؤية مختلفة في عالم ما بعد جائحة كورونا.
على مستوى الاقتصاد الكلي، أشار الإعلان المشترك انعه من الواضح أن العولمة أصيبت بجروح خطيرة ومع ذلك سيتم رفع حالة الطواري وسيراجع القائمون على امر الاقتصاد الأولويات في ضوء عدم الاستقرار الإقتصادي الذي نشهده حاليًا في جميع أنحاء العالم.
أوضح الوكيل أن البيان أشار إلى أنه منذ قرون كانت الغرف التجارية محركًا رئيسيًا في تطوير ملايين الشركات وعملت مع الحكومات والمؤسسات لإيجاد حلول للتحديات المحلية والإقليمية والعالمية ودعم القطاع الخاص.
ولكن في الآونة الاخيرة بدأ التشكيك في دور الغرف التجارة، حتى في العديد من البلدان تم تقليص دورها، متناسية أهميتها في التنمية الاقتصادية والتدويل والتدريب وتعزيز التعاون الإقليمي.
أكد البيان أن الغرف تشجع انفتاح التجارة والاستثمار الدوليين، وكذلك اقتصاد السوق بسبب طبيعتهم الدولية.
لغتت إلى أن الشركات تعمل اليوم في بيئة عمل تكنولوجية جديدة ومتقلبة حيث الابتكار والتكيف عنصران أساسيان، يتغير هيكل الشركة أو القوى العاملة أو المنتجات أو العميل باستمرار وهناك حاجة إلى حلول جديدة ويجب أن تكون الغرف في وضع يمكنها من المساعدة واغتنام الفرص وتوحيد أوجه التعاون التي تساعد على التنمية والازدهار الاقتصادي.
اوضح الوكيل ان الاعلان المشترك شدد علي اهمية دور الغرف التجارية والتي يديرها ويمولها رجال الاعمال وهم أصحاب المعرفة الأوسع حول ماهية الاحتياجات الحقيقية. نظرًا لطبيعتهم الدولية، فإنهم يتمتعون بميزة التحدث مع السلطة التي تأتي من الشركات في جميع القطاعات ومن جميع أنحاء العالم. فهم فاعلون رئيسيون كمؤسسات مسئولة عن تعزيز النشاط الاقتصادي وتعزيز التعاون التجاري والاستثمار.
وتُعد غرف التجارة التي تعمل جنبًا إلى جنب مع المنظمات الدوليه ، أدوات رئيسية للتنسيق الناجح لأنشطة الأعمال التجارية بين الشمال والجنوب وتعزيز ثلاثة مستويات من التعاون سواء التعاون في مجال المساعدة الإنمائية، والتعاون التجاري من خلال المعارض والبعثات، والتعاون الإقليمي كمحاورين مع المنظمات المتعددة الأطراف، وإن دورها في تحقيق الانفتاح التجاري في مناطق معينة من العالم يكون أحيانًا أكثر فائدة من الدبلوماسية نفسها.
ويجب أن تركز غرف التجارة والقطاع الخاص على تحديات الوضع الحالي والأحداث المتعلقة بوباء COVID-19 وتأثيراته على قطاع الأعمال والاقتصاد. ويتعين عليها إطلاق مبادرات دعم لمساعدة الشركات الناشئة على البقاء والنمو أثناء مواجهة تحديات السوق الاستثنائية.
كذلك دعم رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا الذين يرغبون في تطوير مكانتهم كمركز عالمي للابتكار.
واشار البيان الي انه يجب علي الغرف الا تعمل فقط على حماية مصالح أعضائها، بل يجب أن يفيد عملهم الاقتصاد الوطني والعالمي ككل.
وبالتالي تعزيز أهداف التنمية المستدامة والمساعدة في ضمان السلام والازدهار العالميين من خلال تعزيز تجارة دولية أكثر انفتاحًا وشمولية. وإنشاء آلية مستدامة تقيس وتقيم احتياجات وتطلعات وتحديات الشركات.
وقال البيان أن غرف التجارة في جميع انحاء العالم تعمل في اطار أهداف مشتركة، مثل تسهيل التجارة وإزالة الحواجز القائمة وتعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال.
تطورت هذه الأهداف لخلق شراكة استراتيجية تسهل تمويل التجارة، ويجب عليهم دائمًا السعي لتزويد أعضائهم بالأدوات والمعرفة التي يحتاجون إليها للازدهار والنمو محليًا وعالميًا ، لتطوير حلول ذكية وخدمات مبتكرة للشركات، واعتماد استراتيجيات مستقبلية في اطارالقدرة التنافسية.
قال البيان إن المصدرون في العالم يواجهون حالة قلق غير مسبوقة بسبب الازمات التي تتعرض لها التجارة الدولية والنشاط المتراجع الذي تشهده خطوط الإنتاج المختلفة في منطقة البحرالأبيض المتوسط وفي جميع أنحاء العالم.
مما ادي الي وجود خلل في سلاسل الإمداد الجوية والبرية والبحرية بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد والتدابير التي اتخذتها الحكومات لمكافحة الوباء. وتسبب ذلك في نقص الامدادات وإغلاق لخطوط الإنتاج، والعجز في السداد، وما إلى ذلك.
أوصى البيان المصدرين بالتعامل مع التجارة الرقمية والإلكترونية. وبذل الجهود للترويج للمنتجات المصنعة في المنطقة وجعلها قادرة على المنافسة دوليا، ولضمان وتقوية سلاسل الإنتاج قدرالإمكان وتقليل اعتمادها الخارجي.
ويمكن لغرف التجارة حول البحر الأبيض المتوسط بموقعها المتميز ان تتولي زمام القيادة بينما يتنقل العالم في الوضع الطبيعي الجديد.
كما سلط البيان الضوء على أن المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة ستكون محركات رئيسية للأعمال التجارية في السنوات القادمة. ويجب علي الشركات أن تركز أيضًا على التحدي المتمثل في تحقيق انبعاثات خالية من الكربون، وبصفتنا قادة، يجب أن نكون مستعدين للابتكار في مواجهة التحديات الجديدة والقائمة واتخاذ إجراءات جريئة معًا.
قال البيان ان اتحادات الغرف ستدافع عن برنامج استراتيجي لمساعدة الغرف على رسم مسار مناسب لعصر جديد من الأعمال عصر رقمي، أزرق وأخضر.