الأربعاء 21 يونيو 2023 | 09:03 م

خبير عالمي: مصر تمتلك أكثر من 500 عين كبريتية للإستشفاء


أكد الدكتور توفيق  خلف الله، خبير عالمي لدي الكونفدرالية العالمية للمداواة بالمياه المعدنية ومياه البحر والمناخ، مستثمر في قطاع المداواة بالمياه المعدنية بتونس، أن مصر تمتلك جميع المكونات لتصبح من الدول الرائدة في مجال السياحة العلاجية وذلك لأنها تتمتع بعدة عوامل منها إختلاف أنواع المياه مثل مياه البحر الأبيض المتوسط تختلف في مكوناتها عن مياه البحر الأحمر فى كل شىء وذلك يظهر حتى فى نوعية الأسماك والشعاب.

وأشار الدكتور توفيق فى حوار خاص لمصر الآن ،إلى أن مصر تمتلك لايقل عن 500 عين كبريتية للإستشفاء بدرجات حرارة مختلفة وخصائص مميزة لكل عين من هذه العيون حسب الموقع التى توجد بها، لافتاً إلى تتدخل فى ذلك عدة عوامل أخرى سواء كان فى مصر أو تونس ،منها: المناخ .. الموقع.. المناظر الطبيعيه ... الجو المشمس ..وغيرها.

وأكد على أهمية تدريب وتأهيل الكوادر البشرية مقدمى الخدمة فى كافة التخصصات، لافتاً إلى الاهتمام بعوامل أخرى مثل اللغة والثقافة عموماً.
موضحاً أن للدولة عليها دور كبير فى تهيئة البنية التحتية والظروف المحيطة من تمهيد للطرق وشبكات الأتصال ووضع خطط وخرائط موضحة الأماكن المهيئة لتقديم الخدمة سواء كانت علاجية أو استشفائية أو استرخائية.

وأكد أن مصر تمتلك بيئات مختلفة متنوعة ما بين صحراوية ..رمليه ..جبليه.. ساحلية كهوف ملحية، مشيرًا إلى أن هذه السياحة العلاجية تساهم في الحد من آثار الشيخوخة، وأنه بحلول 2030 ستكون معظم الدول الأوروبية تعانى من الشيخوخة سواء في المجتمع أو السكان .

مشيراً إلى السياحة بمعناه البسيط هو انتقال الشخص من مكان إلى آخر، والعلاجية التى أصبحت فيما بعد تسمى بالصحية لأنها أصبحت تعنى بعده أفرع فى صحة الإنسان، وليس فرع العلاج فقط.، لافتاً إلى استحداث عدة أفرع فى هذا المجال منها العلاجية، الوقائية..التأهيلية ..التثقيف الصحي ..الاسترخائية، وإعادة التأهيل.

 وأشار توفيق إلى العلاج الصحى من خلال التداوي بالمياه المعدنيةوبالمياه الكبريتية الحارة أو الساخنة التى تتوفر فى العيون الكبريتية والمياه الجوفية، ساعد في ذلك هو اعتراف منظمة الصحة العالمية بهذا النوع من العلاج والتداوي.

وأضاف أن كانت فى بداية السياحة العلاجية مرتبطة بعمليات التجميل وزراعة الأعضاء وكانت هذه السياحة باهظة الثمن وذلك للتنقل من مكان لآخر للتداوى، وهنا بدأ التوسع فى التدخلات الصحية والرفاهية الصحية على قاعدة الدواء والعلاج وتعمق هذا المصطلح الاستشفائية أو العلاجية إلى أكثر من ذلك وهى وقاية أكثر منها علاج والتثقيف الصحي والاسترخاء والتأهيل النفسى والبدنى.

وأشار إلى  تنبهت الدول ومنها تونس في أوائل التسعينيات إلى أهمية هذا المجال واهتمت بوضع خطة عمل ودراسات وأبحاث عن ما تمتلكه الدولة للاستغلال الأمثل لهذه الموارد وان يكون له عائد على الناتج القومي، لافتاً إلى أن صدرت القوانين والتشريعات الخاصة لتنظيم هذا المجال
مضيفاً  أن تونس قامت بإنشاء هيئة خاصة بهذا الأمر ، يكون تابع للدولة ويقوم بكل ما يلزم من تهيئه للأماكن.

واضاف أن بعد فترة وجدت الدولة أنه من الأفضل أن يسند ذلك للقطاع الخاص الاستثماري ويكون دور هذه الهيئة قاصر على المتابعة والتقييم ومتابعة الشروط الواجب توافرها في هذه المنتجعات..

وأوضح "خلف الله" بأن الماء له علاقة خاصة بينه وبين الإنسان منذ أن يكون فى رحم أمه حتى عندما يولد يكون مغلف بغشاء به ماء .
حتى مكونات الدم بجسم الانسان وهو 6 لتر يحتوى نسبة كبيرة من الماء والخلايا وان مكونات جسم الانسان يحتوى على نسبة 90 فى المائة من الماء مما يعنى أن للماء اثر كبير جدا فى الاستشفاء أو الاسترخاء.

وأشار أن الدولة التونسية اهتمت ولاحظت وجود مياه البحر الأبيض المتوسط وعكفت على استغلال هذا المورد الطبيعي الهام، وابتدت بفكرة ثم المتخصصين من أصحاب هذه المهن وأيضا الاستعانة بالخبرات، وساعد في ذلك اعتراف منظمة الصحة العالمية بهذا النوع من أنواع العلاج والاستشفاء، وكان لهذه السياحة دور كبير بالنسبة للقطاع الرياضى، حيث كانت تقوم بعمليه التأهيل البدنى بعد إجراء بعد العمليات التى تكون لها أثر فى ابتعادهم لفترة عن مزاولة الرياضة، كان لهذه المنتجعات دور كبير في تأهيله نفسياً وبدنيا ورياضيا، وكان لها دور كبير فى من يريد أن يقلع عن التدخين والسمنه، فى مدة التأهيل والتى لا تتجاوز ال21 يوماً.

وأكد على أن هذا المجال يعد مصدر مهم  للناتج القومى عن طريق تدفق هذه النوعية من الراغبين لتلقى الخدمة العلاجية والاستشفاء والوقاية والاسترخاء .