الخميس 1 ديسمبر 2022 | 10:26 ص

"مصر الان "وحكاية كفر عبده


"كفر عبده" .. فى الأول الاسم يخطفك تفتكر أنه مكان فى الريف ..
لكن لما تعرف أنه هو نفس المكان  الشهير .. فى أرقى مكان فى اسكندرية .. تبدأ تفكر الاسم ده جاى منين ..
وهل  اسكندرية  فيها قرى وكفور ونجوع ؟... ولما تمشى فى شوارع كفر عبده حيرتك تزيد .. شوارع وعمارات  جميلة ...
80 قصر وفيلا أثرية وتاريخية واقفة بشموخ فى وجه الزمن ..
طيب ليه اتسمى المكان ده "كفر عبده" ؟
 الحكاية بالتفصيل هيكشفها المؤرخ توفيق الدقن "لمصر الان "


الدقن قال "كفر أحمد عبده" حكاية عايشة فى قلوب كل السوايسة .. حكاية قرية وقفت فى وجه الإحتلال الانجليزى .. القرية كانت قريبة جدًا من معسكر الاحتلال .. ومنها كان بيخرج رجال المقاومة وبيستخبى فيها الفدائيين اللى بيعملوا عمليات ضد جيش الإحتلال فى القناة لإجباره على الجلاء .
فى 8 أكتوبر 1951 أعلنت مصر قطع المفاوضات السياسية مع الانجليز وأعلنت إلغاء معاهدة 36 وبيتأزم الموقف فى منطقة القناة كلها ، وبتنشط عمليات المقاومة وأهالى كفر عبده واقفين بالمرصاد لكل عسكرى انجليزى يخرج برة المعسكر .. والفدائيين على سطوح البيوت بيصطادوا أى عربية تتحرك .
"بسالة" أهالى كفر عبده جننت الإنجليز ومالقوش حل غير إزالة القرية وتهجير أهلها وحجتهم وقتها أن القرية فى طريق خط المياة اللى بيوصل لمعسكرات الجيش .. وان القرية بتهدد حياة جنود الجيش .
ويستطرد الدقن في الحكاية ويقول أنه وفى 5 ديسمبر 1951 تلقى محافظ السويس وقتها  ( إبراهيم زكي الخولي ) خطاب من القائد العام للقوات البريطانية في منطقة القناة ، يبلغه فيه بقرار ووقت الهدم ... وحدد للتنفيذ 7 ديسمبر .. يعنى المهلة 48 ساعة فقط .
" كفر احمد عبده" وقتها كان فيه  156 بيت وبيسكن فيها 300 أسرة وعدد السكان 2000 مصرى  ... ورفضت مصر القرار وبلغت القيادة البريطانية اللى أصرت ومدت المهلة 24 ساعة تانية فقط .
وفعلا الساعة 6 الصبح  يوم 9 ديسمبر حاصر  جيش الاحتلال القرية من جميع الجهات ، ووقفت السفن الحربية البريطانية في القناة،
وصوبت مدافعها على مدينة السويس بالكامل  ، وبدأ 6 آلاف مقاتل و250 دبابة و500 سيارة مدرعة وعدد من الطائرات وجنود المظلات .. عملية تدمير كاملة للقرية الباسلة ، وكان النصر من حليف قوات صاحبة الجلالة .. لكنه نصر بطعم العار
طيب ايه علاقة الحكاية دى بكفر عبده فى إسكندرية ؟
نسمع من  الدقن العلاقة فيقول مصر كلها تعاطفت مع أهالى  كفر عبده .. وأهالى الإسكندرية اخدوا قرار فى منتهى الأهمية  اطلاق نفس الاسم على أرقى المناطق فى المدينة .
طيب اشمعنا المكان ده بالذات .. ببساطة لأن الأهالى كانوا عايزين الجريمة متموتش .. ويفضل جيش الاحتلال عايش بعار قرار إزالة القرية ويفضل مندوبهم السامى يستخدم أسم القرية طول عمره .
لان وقتها كان المندوب السامي البريطاني «كيتشنر» يمتلك فيلا بالكفر ، وكان عايش فيها كمان  القنصل الإنجليزى بالإسكندرية وكبار الشخصيات الإنجليزية والجاليات الأجنبية زى اليونانيين والإيطاليين .
وطالب أهالى الأسكندرية أن اسم المنطقة يتغير رسميا لكفر عبده وفعلا استجابت الحكومة للأهالى ، و صدر قرارا بتحويل اسمها إلى  "كفر عبده" وتغير اسم الشارع الرئيسى فيها من  شارع "المارشال اللنبي" وبقا اسمه  شارع "كفر عبده"
وفضل الدرس عايش فى نفوس أهالى السويس والأسكندرية لحد النهاردة ..وفضل اسم كفر عبده ورحل الإحتلال البريطانى عن مصر وتحقق الجلاء ..
المجد لشهداءنا على مر التاريخ الناس اللى ضحت بأرواحهم وبيوتهم وحياتهم علشان نفضل أحنا عايشين فى أمان
فالمصريين طول عمرهم بيموتوا تحت تراب بلادهم ومفيش قوة في الدنيا عارفه تفك لغز إرتباط المصري بتراب بلده علشان كده كل من تسول له نفسه النيل منها لن يلاقي غير مصر مقبرة للغزاة والمجد للشهداء مصر العظام٠