زراعة 4 آلاف فدان ذرة دوار الشمس بالوادي الجديد لزيادة الإنتاج المحلي
تواصل الدولة جهودها لتأمين احتياجات المواطنين من السلع الأساسية وبجودة عالية، في ظل الازمات الحادة التي أصابت سوق الغذاء العالمي جراء النزاع الدائر بين روسيا و اوكرانيا والمشاكل المتعلقة بالانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب مما يشكل تهديدا حقيقيا للدول النامية.
و يعد زيت الطعام من السلع الاستراتيجية والتي تسعي مصر إلي تأمين اكبر قدر احتياجاتها منه عبر زيادة معدلات الإنتاج المحلي والتي يتم استيراد أكثر من 95% منها لسد احتياجاتنا بالسوق المحلي .
وتعتمد الدولة في خطتها على محورين، الأول بالتوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، والثاني بتوطين صناعة الزيت، وذلك وفقا لتوجيهات القيادة السياسية.
وجاري التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، وذلك بالتعاون بين وزارات الزراعة والتموين والري، وذلك لتنفيذ آليات وإجراءات المحور الأول من الخطة الموضوعة في هذا الشأن.
وأكد الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين، أنه تم وضع خطة لزراعة 250 ألف فدان فول صويا، و100 ألف فدان عباد شمس، هذا العام، وذلك لزيادة الإنتاج المحلى من سلعة الزيت .
وتطمح وزارة التموين إلى تحقيق 50% اكتفاء ذاتي من بذور الزيت، لإحكام السيطرة على أسعار الزيت محليا، وعدم تأثره بارتفاع أسعاره عالميا.
كما تتابع اللجنة عمليات استخلاص البذور الزيتية من البذور المزروعة محليا، لصالح القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين، بعد دعوة شركات استخلاص الزيوت بالقطاعين العام والخاص
و تسعي بعض شركات القطاع الخاص إلي إضافة التين الشوكي كمصدر لاستخلاص و انتاج الزيوت خاصة وأنه يوفر منتجات عالية الجودة .
من جانبه قال الدكتور فوزي الدغيدي، رئيس مجلس إدارة أحدي شركات الاستثمار الزراعي، أن هناك خطة للعديد من الشركات الزراعية للتوسع في زراعة المحاصيل الزيتية، حيث تنشئ معاصر صغيرة للعصر الأولي للزيوت لكل 100 فدان، لتقليل التكلفة. فيما يتم إرسال الزيوت إلى المعاصر الكبيرة المجمعة لتنقيتها وإجراء باقي المراحل عليها .
وكشف عن وجود مخطط لاستصلاح وزراعة نحو 3 آلاف فدان تين شوكي والاستفادة من العائد الضخم من هذا المنتج، واستخلاص زيوت التين الشوكي والذي يصل سعر اللتر إلي 1000 دولار مما يحقق عائد اقتصادي جيد الغاية ويلبي احتياجات السوق المحلي.
لفت " الدغيدي " إلى أن التين الشوكي يدخل في العديد من المستحضرات الطبية والأدوية ومستحضرات التجميل، ويعتبر من أفضل أنواع الزيوت.
وأشار إلى أن فدان التين الشوكي ينتج بين 7 و10 لتر زيت من الفدان، ليصل العائد من الفدان الواحد إلى 10 آلاف دولار سنويًا.
ولفت إلي إن التين الشوكي يعتبر ثروة حيث يستخلص منه الزيوت، كما ينتج منه السيرب وهو مطلوب بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد الدغيدي علي أن مخلفات التين الشوكي تدخل أيضاً في صناعة الأعلاف نظرًا لارتفاع نسبة الزيوت والبروتين بها. كما تدخل المستخلصات النهائية في إنتاج السيلاج، فضلا عن صناعة الأسمدة العضوية».
تابع: يعتبر نقص الأيدي العاملة وارتفاع تكلفتها في الوادي الجديد أبرز التحديات أمام زراعة التين الشوكي. لذا تبحث الشركة عن طريقة لجني المحصول آليًا بدلًا من النظام اليدوي، وسنبدأ بعدها في الزراعة».
وأوضح أنه نبحث علي الاستفادة من التجربة الجزائرية في زراعة وتصنيع التين الشوكي للاستفادة من هذه الثروة وزيادة العائد الاقتصادية والقيمة المضافة منها.
أوضح، أن الدولة تنتهج سياسة جيدة فى تملك الارض حيث لايتم نقل ملكيتها للمستثمر الا بعد زراعتها واستصلاحها ، ما يعطى رسالة جيدة عن مناخ الاستثمار الزراعى فى مصر.
وأوضح أنه يتم حاليا العمل علي زارعة 4 آلاف فدان من المحاصيل الزيتيه تتضمن 2000 فدان ذرة و2000 دوار الشمس و ذلك للمساهمة في زيادة الإنتاج المحلي من الزيوت والعمل علي خفض الفاتورة الاستيرادية.
إلى أن تمويل المشروع يتم عن طريق شركة وسيطة تقوم بتجميع عدد من المستثمرين لكل شخص قطعه أرض، ما يأتى دور الشركة فى الاستصلاح والزراعة، بجانب حصولها على جزء تمويلى من بنكا الاهلى المصرى والزراعى بفائدة منخفضة بين 5 و 8٪ مايدعم هذا التوجه ويفتح شهية المستثمر والجزء الأخر تمويلات ذاتية.
لفت أن شركته بدأت عملها فى استصلاح ألف فدان بالفرافره خلال عام 2020، كمرحلة تجريبية، زرع نصفهم أشجار نخيل والاخر نباتات عطرية.
وأوضح الدغيدي أن يتم حاليا التوسع فى زراعة 10 آلاف فدان تتضمن أشجار نخيل ونباتات عطرية باستثمارات 2 مليار جنيه بعد نجاح تجربتها، على أن يتم الاستصلاح على مراحل، الأولى 2000 فدان باستثمارات 250 مليون جنيه خلال العامين المقبلين، والاخرى والتى تصل مساحتها 8 آلاف فدان على مدار 5 أعوام، ووفقا للدراسات أن يتم الانتهاء من المشروع كامل خلال عام 2030.