الساحر والكينج
من فترة ليست بطويلة كنا نفتخر أننا عندنا عمالقة بجد وفي كل التخصصات فن تلاقي طب تلاقي غناء تلاقي هندسة تلاقي معلمين تلاقي بجد كنا نمبر وأن ومع مرور الزمن دخولنا العصر ده متعرفش حصلنا إيه الدنيا إتشقلبت والدخلاء علي كل مهنة أصبحوا أكثر بكثير من أرباب المهن أنفسم ومبقناش عارفين العيب فينا أو فيهم والحال تبدل ولكن هنا أرصد نموذجين لعلهما يجاوبوني عما يدور في رآسي٠
الاول هل طبيعي تكون فنان بحجم "الساحر" محمود عبد العزيز وتبقي متوتر وقلقان قبل كل مشهد بتعمله ؟!
إفتكرت كلامه وهو بيقول : " كل دور بختاره يهمني إنه يكون دور بعافر فيه، مش مهم مساحته ولا حجمه، يهمني إنه يكون شبه العالم والبيئة اللي أحنا عايشين فيها، يهمني يكون حقيقي، لإن قوة التمثيل في حجم الحقيقية اللي بتوصل للناس منه".
ودا بيفسر ليه كل طلة، كل مشهد، كل دور لمحمود عبد العزيز يكفي لتجسيد "سحر حقيقي" للمشاهد.
يمكن اللي قاله درس لكل نجم ولأي موهوب، إن الأهم دايما "ظهورك هيكون حقيقي لأي درجة، مش عدد مرات ظهورك".
فضل هذا الفنان "الاسكندراني" ولآخر لحظة شايف إنه لسه محتاج يطور من نفسه، في الوقت اللي كتير من الفنانين بيشوفوه "مدرسة"..
ومن الساحر إلي النموذج الثاني الكينج محمد منير وهو من القلائل اللي نقدر نوصف صوتهم بأنه "صوت مصر" ..
منير من اللحظة الأولى اللي وصل فيها محطة القطار في رمسيس وخطت رجليه العاصمة كان مقرر يكون جزء من تاريخ وهوية البلد دي …..
شاب كان بياخد في اليوم ١٠ قروش مصروف،
آمن بحلمه وصنع تاريخ ،
تاريخ امتد على مدار أكثر من ٤٥ سنة كان فيهم منير مش بس فنان بيصنع أغنيات وأعمال فنية مؤثرة لكن كان "رفيق" لرحلة عمر، رحلة اختبرنا معاه فيها كل المعاني والمشاعر والمكسب والخسارة، واختبرنا الوطن معاه بكلماته وبصوته اللي دايما عالي بالغنا واللي مش لايق عليه غير الغنا !
منير مهما السنين تعدي هيفضل صوت مصر ،
صوت مصر الجميل اللي متلون بجمال النوبة وروحها ،
صوت منير بيخلينا نحس أكثر ونحب أكثر ونقدر الوطن أكثر ٠
ولزم التنويه أنني كتبت مقالي بالعامية لعل الرسالة تصل٠