الجمعة 17 نوفمبر 2023 | 05:46 م

حكم إعانة أهل غزة بكل الوسائل والسبل.. الشيخ جمال متولي الجمل يُجيب بأدلة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة

الشيخ جمال متولي الجمل الشيخ جمال متولي الجمل
شارك الان

يتسائل الكثير عن حكم إعانة أهالي قطاع غزة ، وقال الشيخ جمال متولي الجمل الكاتب وبرلماني سابق ، بأن معلوم أن ما يجري الآن في غزة هو عدوان إجرامي وحشي  صهيوني يهدف لمحو المقاومة التي تنغص وتكدر عليه حياته وتقلق مضاجعه وتُخيّب آماله وتٌفشل خططه في محو القضية الفلسطينية من ذاكرة الأمة وحِسها ويهدف للإمعان في كسر الغزوايين الحاضنين للمقاومة ومجاهديها بكل اعتزاز وفخر ، ولم يئن ولن يئن منها ابدا كما نري، وغزة الان فيها كل قنوات وصصحف العالم ، ولم نسمع من اي مصدر ان أهلها الكِرام العظماء  تضجروا من المقاومة ، وما ذلك إلا لقوة إيمانهم بالله عز وجل ثم بقضيتهم العادلة . 

وأضاف "الجمل " ،ولنعلم يقينا أن سقوطها - فرّضا -  ( ولن تسقط بإذن الله تعالى ) تحت سيطرة الصهاينة فيما يزعمونهم دولة اسرائيل يمثل خطرا على الأمة كلها، ولو فرضنا جدلا ، لا قدر الله ،وسيطرت حكومة الصهاينة على غزة ، فستواجه قلوباً ونفوساً جسورة باعت نفسها لله رب العالمين وحبها للموت بكرامة وشهادة أحب من إليهم من حياة الخنوع والاستسلام  للمحتل. 
 
وقال الشيخ جمال متولي ، وسيقاومه حتي أطفال غزة ولو بالأحجار وما هو إلا وقت وسيخرج فاراً كالفئران منها كما فرّ سابقا في 1993 . 

أما الأمة المسلمة ( حكاماً قبل الشعوب المحكومين)  عليها واجب شرعي عملى  ، يتجاوز المطالبات والنداءات التي لا يلتفت لها اساسا الكيان الصهيوني ولا كفيلته الولايات الامريكية الصهيونية وحلفائهم !! بل ويسخرون منها . 

أما عن حكم الإعانة شرعاً فأضاف الجمل أن هذا الواجب أوجبه الإسلام على الأمة حكاماً ومحكومين ، ولكنه في واقعنا واجب على حكومات العرب والمسلمين بالأصل،  بنص القرآن الكريم في قوله تعالى : 
{ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ } فجعل القتال دفاعا عن المستضعفين والمظلومين واجبا مفروضا كالقتال في سبيل الله ،وهو هنا لنُصرة المظلومين المعتدي عليهم من أي فئة ولو كانت مسلمة باغية ، والشعوب العربية والإسلامية توّاقة لتأديب الصهاينة وردعهم . 

وواجب مفروض أيضا بنص حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم 
كما في الحديث الصحيح عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: " أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ، ... وَنُصْرَةِ الْمَظْلُومِ  " صحيح سنن النسائي . 
 وعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قَالَ :  «لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمُرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ».
 
وكان الحِلف قائم على نصرة المظلوم ودفع الظالم، وقد كان سبب فتح مكة أن قبيلة خُزاعة كانوا حلفاء للنبي صلى الله عليه واله وسلم ( وهم ليسوا مسلمين حينئذ) فاعتدت عليهم قبيلة بني بكر وكانوا حلفاء لقريش فاستغاثت خُزاعة بالمسلمين وأرسلت عمرو بن سالم فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم نُصرت يا عمرو بن سالم ! فكان ذلك الحِلف بين النبي صلى الله عليه واله وسلم وخزاعة سبب نقض صلح الحديبية وفتح مكة. 

 مما يؤكد أن الاعتداء الغاشم من الصهاينة على غزة وأهلها يوجب على الأمة كلها رفعه عنهم ونصرتهم بل ويوجب بطلان أي اتفاقية بين من اعترف بكيانهم الغاصب وبينهم وذلك للروابط والأسباب التالية:

الأولى: رابطة الدين والعقيدة والرحم والنسب ، وإن كان النبي صلى الله عليه واله وسلم قد أوصي المسلمين بأهل مصر خيراً من أجل النسب والرحم  ولم يكونوا حينئذ مسلمين ، ولا عرباً - كما صحّ عَنْ أَبَي ذَرٍّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ: " إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ( وهم أهل مصر ) ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا " . 

والثانية: للحلف الذي بين الفلسطينين والدول العربية والإسلامية الذي يوجب الوقوف مع شعبها كما ينص عليه ميثاق الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وهو حِلف وعهد يجب الوفاء به شرعاً فيما لا عدوان فيه ولا إثم كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} المائدة .

والوقت يحمل الفرصة لتحقيق غاية من غايات الأمة وأمل من آمال شعوبها ، وهو إنشاء الجيش العربي والاسلامي الموحد  لردع كل اعتداء غاشم على الأمة أو احد اطرافها ، ولن تجد الأمة ( المسلمين والعرب ) فرصة افضل من هذه الفرصة ( كما كان ذلك غاية منذ تأسيس جامعة الدول العربية تحت شعار اتفاقية الدفاع المشترك ) . 


واختتمت الشيخ جمال متولي الجمل الكاتب والبرلماني السابق ،أنه من باب أولى علينا نُصرة اخوتنا في العقيدة والرحم والمصاهرة والعروبة 
 وقال الإمام  أحمد في مسنده ومسلم في فضائل الصحابة: باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر وأخبارها" .