السبت 9 مارس 2024 | 10:02 م

«الحكومة توفره والمواطن لا يجده».. أزمة السكر تعكر صفو شهر «رمضان المبارك».. متى تنتهي؟


شهدت أسعار السكر ارتفاعات قياسية خلال الأشهر الماضية، واختفت السلع الاستراتيجية عن السوق، وسطت تكهنات بممارسات غير شرعية، وارتفاع استهلاك اللاجئين السودانيين، مما تسبب في نقص حاد واختلاق أزمة تتفاقم يوما بعد يوم في معروض السكر وبالتالي ارتفاع سعره لمستوى قياسي تخطى جاجز الـ60 جنيه والـ 70 جنيه، على الرغم من شبه تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذًا فمتى تنخفض أسعار السكر خاصة وأننا على أعتاب شهر رمضان المبارك؟ 

يقول علاء عز، أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن مشكلة نقص السكر في الأسواق بسبب عوامل لوجيستية بحتة، إذ أن نقل السكر من مراكز التكرير وتعبئته ثم ضخه في السوق كان يواجه مشاكل. 

وقال إن السكر حاليًا متوفر بسعر 24 جنيه لدى وزارة التموين ويصل إلى المستهلك بسعر 27 جنيه للكيلو، من السكر المحلي، إذ أن حجم الإنتاج اليومي يصل إلى 250 ألف طن، أما سعر السكر المستورد فيصل إلى 41 جنيه.

قال حازم المنوفي رئيس شعبة المواد الغذائية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أزمة السكر ما زالت مستمرة، والمعروض ما زال شحيحًا، ولكن السكر موجود في معارض أهلا رمضان ومتوفر على بطاقات التموين. 

وأكد حازم المنوفي أن السكر موجود في معارض أهلا رمضان المنتشرة على مستوى الجمهورية، بسعر 27 جنيه للكيلو وسوف يشهد مزيد من الإنخفاض مع ضخ كميات كبيرة في الأسواق خلال الفترة المقبلة. 

وأضاف حازم المنوفي، أن أزمة السكر ستنتهي قريبا جدا، والمواطنون سوف يشعرون بتراجع الأسعار خلال شهرين خاصة بعد تراجع سعر الدولار في السوق السوداء وتوفيره للإفراج عن السلع المحتجزة بالموانيء.

وعبد الله الإمام عضو شعبة المواد الغذائية يقول، إن السوق يشهد ممارسات غير قانونية للسكر، مما اضطر بعض التجار لوقف البيع والشراء بعدما تخطى سعر الكيلو الـ60 جنيه ووصل إلى 70 جنيه. 

وأكد إمام أن وزارة التموين هي المتحكم الأول والأخير في أسعار السكر، وتحديد سعر 27 جنيه للكيلو لا يرضي الشركات الأخرى إذ أنها بذلك لن تستطيع تحقيق أرباح جيدة، كما أن أغلب التاجر أيضا لا تلتزم بهذه التسعيره. 

وأكد أن سلاسل الإمداد بها خلل والسوق به شح شديد والسكر غير متوفر رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي، إذ أن مصر تنتج 2.8 مليون طن سكر سنويًا مقسمة ما بين 1.8 مليون طن من البنجر وحوالي مليون طن من قصب السكر.

ويقول الدكتور مصطفى عبد الجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية، إن المساحة المزروعة في مصر من سكر البنجر تصل إلى 640 ألف فدان، تنتج 1.85 مليون طن من السكر سنويًا، كما أن المساحة المزروعة من القصب تصل إلى 240 ألف فدان وتنتج 670 ألف طن من السكر.

وأضاف عبد الجواد، أن كل 7 طن من بنجر السكر تنتج طن سكر خام، فيما يبغ حجم استهلاك مصر من السكر 3.3 مليون طن سنويًا، وذكر أن مصر تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر فلا ينقصها سوى 400 ألف طن فقط،  ويمكن تحقيقه بتحديد سعر عادل للتوريد يتناسب مع تكاليف الفلاح.

وخلال الشهر الماضي، توقف مصنع أبو قرقاص بعد 155 عامًا من إنتاج السكر، إذ كانت محافظة المنيا تنتج حوالي 950 ألف طن من القصب، كان نصيب المصنع منها 750 ألف طن، حتى عام 2020، إلا إنه استقبل 90 ألف طن فقط خلال 2023 مما تسبب في خسائر بقيمة 112 مليون جنيه، كما أن الكمية كمية القصب المورد للمصنع خلال 2023 تراجعت إلى 10 آلاف طن، ولا تكفي لتشغيله أكثر من 5 أيام فقط، لذلك تم ايقافه. 

وفي سياق منفصل ومع استمرار أزمة السكر في الأسواق لعدة أشهر، أعلنت الحكومة منذ يومين وافق مجلس الوزراء على استيراد مليون طن سكر خلال العام الجاري، منهم 300 ألف طن بشكل عاجل كمرحلة أولى لحل أزمة السكر.