الاثنين 9 يناير 2023 | 08:16 م

شرائح متفاوتة لأسعار دخول المواقع الأثرية تشجيعًا للسياحة الداخلية

شارك الان

حسين عبدالبصير: أسعار الزيارة للسائح الأجنبي بسيطة مقارنة بالخارج
محمد عبداللطيف: توحيد أسعار تذاكر الدخول لا تتواكب مع مجتمعنا
مصطفى وزيري: الدخول للمصرين والعرب موحّد ولا يصلح للأجانب

تتميز مصر جغرافيًا بموقع لا مثيل له في العالم، جعلها قبلة العرب والأجانب صيفًا وشتاءً، وتميزها التاريخي لا يقل عظمة وبهاءً عن تميزها الجغرافي، وكأن الطبيعة حبتها بهذا الموقع ليكون منطلقًا للمصري القديم، ليشيد هذه الحضارة السامقة على أرض وادي النيل الخصيب.
إرث مصر التاريخي متفرّد في حضوره، طاغٍ في بريقه، فالمواقع الأثرية والمتاحف على أرض مصر جعلتها قِبّلة لمحبي العراقة والمعرفة، يأتي إليها السائح الأجنبي من شتى بقاع الدنيا ليرى براعة الفن المصري القديم، في العمارة والفلك والطب والتشييد والبناء، ومختلف مناحي الحياة، وكل هذا يُشاهد بتذكرة دخول ذات سعر متواضع مقارنة بما ينفقه لزيارة متحف ما في أيّ من الدول الأوروبية.
المجلس الأعلى للآثار، وضع عدّة شرائح أسعار لتذاكر دخول المواقع الأثرية المصرية، تختلف بإختلاف الشريحة، فالطلبة لتذاكرهم سعر خاص بهم، وكبار السن كذلك، والمواطن المصري والعربي لهم أسعار تذاكر مماثلة في السعر، بإعتبارهم أبناء الوطن العربي الكبير، بينما السائح الأجنبي، له سعر تذكرة دخول مختلف، ولكنّه لا يُساوي أسعار دخول مواقع ومتاحف بلاده الأثرية في أغلب الأحوال. وجميعهم يدفع تكلفة الدخول للموقع الأثري أو المتحف بالعملة المحلية "الجنيه المصري".
"مصر الآن" تواصلت مع عدد من خبراء الأثاء لمعرفة أسباب وجود أكثر من شريحة لدخول المتاحف والمواقع الأثرية، وهل هذا الأمر يُمثل حافزًا للمواطن المصري – بمختلف شرائحه - للتعرف على حضارة بلاده، أمّ أن هناك سبل قد تُشجّعه أكثر على السياحة الداخلية.
ففي البداية أكد خبير الآثار الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف مكتبة الأسكندرية، أن تذاكر الدخول للمواقع الأثرية والمتاحف في مختلف دول العالم موحدة على الجميع، وتكون بالعملة المحلية للدولة التي يزور السائح متاحفها ومواقعها الآثرية، إضافة إلى بعض المواقع التي تفتح أبوابها أمام الجمهور بالمجان، وهناك نظام مختلف لطلبة المدارس، وأعضاء منظمة المتاحف "الأيكوم" لها نظام مُختلف أيضًا، وهناك بعض القوانين المنظمة لدخول بعض الشخصيات الأعضاء في جهات ومنظمات معينة لديهم، ولكن بشكل عام، خارج مصر تكون أسعار زيارة المواقع الأثرية والمتاحف موحّدة.
وأضاف عبدالبصير في تصريحات خاصة لـموقع "مصر الآن"، لدينا في مصر أكتر من نظام للتذاكر نظرًا لوجود طلبة مدارس، ولدينا سُياح عرب وأجانب، لذلك تعددت الشرائح، وأسعار دخول المواقع الأثرية والمتاحف، ولكن الأسعار لدينا بسيطة مقارنة بالخارج، ففي حال زيارتك لمتحف ما في أوروبا ستدفع قرابة 10 إلى 15 يورو وهو مبلغ كبير مقارنة بالأسعار في مصر.
وعن توحيد أسعاد دخول المواقع الأثرية والمتاحف في مصر أسوة بالغرب، قال مدير متحف مكتبة الأسكندرية: "هنا سيقع الظلم على المواطن والمصري والطلبة، وعلى سبيل المثال، متحف الآثار بمكتبة الأسكندرسة، تذكرة دخولة خمسة جنيهات للطالب والمواطن المصري، وفي المقابل يدفع السائح الأجنبي خمسون جنيهًا، والطالب الأجنبي خمس وعشرون جنيهًا. 
وأوضح عبدالبصير أن دخول المواقع الأثرية والمتاحف للمواطن المصري والسائح الأجنبي يكون بالعملة المحلية المصرية "الجنيه المصري"، ولكن مع اختلاف أسعار التذاكر بين المواطن المصري والسائح الأجنبي. موضحًا أن شرائح تذاكر الدخول وتعددها يُعد خدمة للمواطن المصري، الذي لا يصح أن يُعامل بأسعار دخول السائح الأجنبي، علاوة على أن أسعار تذاكر دخول السائح الأجنبي تعد بسيطة جدًا مقارنة بأسعار دخول المواقع الأثرية والمتاحف في دول أوروبا وأمريكا وغيرها. 
ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبداللطيف نائب وزير الآثار السابق، وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، أن مصر أعتادت على مسألة وجود شرائح لكبار السن والأطفال في زيارة المواقع الأثرية، وأن يكون هناك أختلاف في تسعيرة الدخول بين المواطن المصري والسائح الأجنبي، وحقيقة فكرة التوحيد أمر مقبول ويعطي قدر أكبر من المصداقية، ولكنه لا يصلح أن يكون للأعلى، حتى لا يزيد السعر على المواطن المصري، فنحن الآن في أَمْسّ الحاجة لتشجيع المواطن على السياحة الداخلية، وهنا تجد الأمر مُحير، فمسألة توحيد أسعار تذاكر الدخول جيدة ولكنها لا تتواكب مع مجتمعنا المصري. 
وأضاف عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة في تصريحات خاصة لـ"مصر الآن"، المعروف أن أعداد الزيارة الأكبر للمواقع الأثرية والسياحية يكون من نصيب السائح الأجنبي، وأن يكون هناك تذكرة دخول بسعر مُخفّض للمواطن المعري هو بمثابة عملية تعميق للهوية والإنتماء الوطني، وفرصة ليتعرف المواطن المصري على آثار بلده، وفي تقديري أن الوضع الحالي هو الأنسب لظروفنا الحالية، ربما يكون هناك تجارب ناجحة في الخارج فيما يتعلق بتوحيد أسعار تذاكر دخول المواقع الأثرية، ولكنها ليست مناسبة لنا.
الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أوضح أن أسعار تذاكر الدخول للمصرين والعرب موحّدة، لكن بالنسبة للأجانب لا يصلح لأن الأمر يخضع للائحة المجلس الأعلى للآثار، وهي التي حددت الأسعاء للمصريين والعرب والأجانب.
وأضاف وزيري في تصريحات خاصة لـ"مصر الآن"، هل نتحدث هنا عن رفع سعر تذكرة الدخول للمصرين أمّ تخفيضها بالنسبة للآجانب؟ على سبيل المثال تذكرة دخول منطقة الأهرامات بـ200 جنيه مصري للسائح الأجنبي، هل يصلح أن نجعلها بذات السعر للمواطن المصري؟ بالتأكيد مسألة توحيد أسعار تذاكر دخول المواقع الأثرية أمر لا يصلح.